Q إن أبي قد منع دخول الأشرطة الإسلامية؛ لأنه يراها كأشرطة الغناء، وقد منع -أيضاً- الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم وذلك بالدعاء والحرج، بل منع جهاز المسجل والراديو الذي لا يُسمع به عندنا غير ما ذكرت، وذلك لحجة أن هذا يضر الأبناء والبنات ويفسدهم، وأنا لا أستغني عن ذلك لا عن الأشرطة ولا عن إذاعة القرآن، ولا أستطيع ترك ذلك لما أجد من مشقة عظيمة، ولا أستطيع السماع خارج المنزل، فأرجو نصيحة أبي، وهل أخرج المسجل والراديو والأشرطة لأنه قد حرِّج ودعا عليَّ، فماذا أفعلُ إذاً؟
صلى الله عليه وسلم في الواقع أن جهاز التسجيل الآن، وما يُستخدم فيه من أشرطة إسلامية من أشرطة القرآن الكريم، وأشرطة المواعظ والخطب والدروس والمحاضرات وغيرها، مما لا يُستغنى عنه بحالٍ من الأحوال، وقد أجمعت الأمة كلها في مشارق الأرض ومغاربها على فائدة هذا الجهاز وأهميته؛ إذا استخدم في مثل هذه الأمور، فلن يكون أبوك على صوابٍ إذ منع مثل هذا خاصة مع وجودك أنت في البيت، وأنت -إن شاء الله- شابٌ صالح، فحقٌ على أبيك أن يدع الأمر لك، في وجود جهاز التسجيل في البيت وكذلك جهاز الراديو إذا كان لا يُسمع فيه إلاَّ ما يرضي الله: من القرآن الكريم، وفتاوى العلماء، وغير ذلك.
وينبغي لأبيك أن يراجع نفسه بأن يعلم أن هذا الجهاز سواء الراديو، أو المسجل يظهر فيه العلماء، وعلى رأسهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين، ومن قبل ذلك الشيخ عبد الله بن حميد، وجميع علماء المسلمين بدون استثناء، فلن يكون هناك مسوغ بأن يسلك منهجاً غير مسلك العلماء، فإنهم هم الأسوة والقدوة، وإذا أصر على موقفه، فمن حقك أن يوجد هذا الجهاز في بيتك دون علمه وأن تسمعه فيما لا يؤذي أباك ولا يضايقه، ولا حرج عليك في ذلك -إن شاء الله- ما دمت باراً بأبيك قائماً بحقه.