أسباب كثرة الخلافات في المجتمع

وهناك نقطة صغيرة سأذكرها بإيجاز لأهميتها وهي: كثرة الشكوى هذه الأيام وفي كل وقت من كثرة الخلافات في المجتمع، فخلاف الزوج مع زوجته كثير، وخلاف الأبناء مع أبيهم، وخلاف الجيران مع جيرانهم، وخلاف الأقارب مع أقاربهم مع أن الإسلام هو الدين الذي جاء لربط أواصر الأخوة بين الناس، حتى الأبعدين فضلاً عن الأقربين، والشكاوى في هذا كثيرة جداً، وقد تأملت أسبابها، فوجدتها كثيرة، لكني سأذكر منها سببين للمناسبة: أولهما: كثرة الكلام في غير طائل، والقيل والقال، والغيبة، والنميمة ونقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد، والله تعالى يقول: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} [الإسراء:53] فأكثر ما يوقع الشيطان العداوة والبغضاء بين المؤمنين بسبب الكلام، والقيل والقال، وما أشبه ذلك، فعلينا أن نتحرى الكلام الطيب وأن نحرص على أن لا ننقل من الكلام إلا أحسنه، فإن الناقل كالقائل.

السبب الثاني: هو المعاصي، فإن المعاصي سبب في الافتراق وتغير القلوب واختلاف النفوس، قال لي إنسان -هذه الأيام-: إن صديقي فلاناً يشرب الخمر، قلت له: بئس العمل، فقد نهى الله عنه وتهدد فاعليه، فقال لي: إنه لا يكون أحسن لي ولا أطيب ولا أجمل خلقاً، ولا أرق قلباً منه حين يشربها، قلت له: صدق الله وكذبت أنت، يقول الله سبحانه: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة:91] فأثبت سبحانه أن الخمر والميسر من أسباب العداوة والبغضاء بين المؤمنين، وهكذا سائر المعاصي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015