السؤال يقول: يتساءل قطاع عريض من الناس، عن إمكانية إيجاد أداة إعلامية إسلامية تكون محطة ثقة المسلمين، ومحل اعتبارهم، وهل ما يوجد اليوم بالساحة من بعض المجلات، والإصدارات الإسلامية التي فيها ما فيها يحقق هذه الأمنية، وإذا كان الجواب بالنفي، فما المخرج من دوامة كلامهم عن الأصوليين والمتطرفين والمتشددين وغيرها من المصطلحات الضالة المضللة؟
صلى الله عليه وسلم أقول لك: نحن سلبيون، نحن سلبيون حقيقة في أمور أقل من هذا، فالآن توجد إذاعات دولية وعالمية تعرض للبيع، ولو أن المسلمين أقوياء لاشتروها، واستطاعوا أن يخاطبوا العالم كله، بالدعوة إلى الإسلام ونشر القضايا، والأخبار الصحيحة، ولكن المسلمين مع ذلك لا يزالون دون المستوى المطلوب منهم، فهم يتساءلون لكن لا يفعلون، ويرون المنكر ثم يقولون: لماذا يحصل؟ فلماذا لم يتصلوا بمصدر المنكر! لقد نشرت جريدة اليوم -قبل أيام- قبل رمضان -وهي جريدة تُباع وتصدر وتطبع في هذه البلاد- صورة لامرأة عارية، كيوم ولدتها أمها، والإعلان موجود عندي، فماذا فعلت؟ هل اعتذرت الجريدة؟ مجرد اعتذار على بعض صفحاتها، هذا لم يحدث، لماذا؟ لأننا سلبيون -وذكرتُ لكم بالأمس- أن رئيس تحرير جريدة الندوة رجع إلى رئاسة الجريدة بعد أن طُرد منها، فهو طرد لتهدئة النفوس ثم رجع، فماذا صنعنا نحن، وقد طالبناكم مرات ومرات بمقاطعة خضراء الدمن الشرق الأوسط- والتركيز عليها بالذات حتى تفلح الحملة، وتؤدي ثمرتها، ومع ذلك لا زال هذا دون المستوى المطلوب، وفي كل يوم -دعونا نكون صرحاء- دعوناكم للتبرع لإخوانكم المسلمين، ومع ذلك التجاوب طيب ولا شك، ولكن أقل مما نريد منكم.
إذاً لن تفلح قضايا المسلمين ما دامت قضايا يهتم بها أشخاص معدودون، حتى تصبح قضايا تعيش مع المسلمين جميعاً، وتنام معهم في فرشهم، وتستيقظ معهم وتأكل معهم وتشرب، حينئذٍ تنجح قضاياهم الجهادية والإعلامية وغيرها.