صبر المرأة على زوجها

نعم أيتها الأخوات الكريمات! هذا ما يقوله الرجال، ولا يعني كوني ذكرته أن ذلك واقعٌ بالنسبة لكل النساء أو لكثير من النساء، بل هي شكوى من عددٍ منهم، ولا شك أن النساء كما الرجال فيهم وفيهم: والناس ألفٌ منهم كواحد وواحد كالألف إن أمرٌ عنى ولا شك أيضاً: يشكوها الرجل في زوجه أو بيته أو أهله، فهو يتحمل جزءاً من مسئوليتها، وإذا كان هذا ما يقوله الرجال، وأنا أرجو أن أكون ناقلاً أميناً لما قالوا متبرئاً من عهدتم، فلا تقل النساء: نحن كنا نرجو أن تنصفنا، وأن تتحدث عن الرجال، وأن تأمرهم بالإحسان إلينا، أنا مجرد ناقلٍ لهذا الحديث، وقصدي من ذلك أن أحدث الأخوات المؤمنات بضرورة العناية بهذه القضايا، والاجتهاد فيها بقدر الوسع، وأن تحرص الأخت -إذا رزقها الله زوجاً صالحاً- على أن تمسك به بكلتا يديها، وأن تتحمل بعض سلبياته وأخطاءه وعيوبه، ولتعلم الأخت المؤمنة أنه لا قوام للحياة إلا بالصبر، ولا لذة للعيش إلا به، كما قال عمر رضي الله عنه: [[وجدنا خير عيشنا بالصبر]] .

ولي مع الرجال حديث آخر، فسوف أتحدث بوضوح وصراحة عن بعض الأخطاء والعيوب والملاحظات التي يفعلها الرجال، سواء كانوا من المتدينين الملتزمين أو من غيرهم في تقصيرهم بحقوق النساء، أو إخلالهم بما يجب لهن، وسيكون هذا الحديث إن شاء الله تعالى في الليلة المقبلة.

نسأل الله أن يجمع شمل المسلمين على ما يحب ويرضاه، ونسأل الله أن يوفق الأزواج ذكوراً وإناثاً إلى مرضاته، وأن يجمع قلوبهم على محبتهم وطاعته، وأن يرزقهم الذرية الصالحة، {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان:74] .

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

تنبيه: بقيت كلمة: بعد صلاة الوتر إن شاء الله تعالى سوف نقوم هذه الليلة بجمع التبرعات وسوف تكون التبرعات هذه الليلة مخصصة لمشاريع الدعوة وبالذات للدخول الثابتة، أي أنها سوف توظف في أعمال خيرة تريع وتدر على الدعوة، وتكون إن شاء الله أشياء ثابتة يستفيد منها الإنسان باعتبارها صدقة جارية يظل أجرها وذخرها له إن شاء الله تعالى حتى بعد وفاته، وهذا جانبٌ مهمٌ جداً فلا يجوز أن تظل الدعوة والعلم والجهاد وقفاً على التسول من الناس يوماً بعد آخر، فهو ميدان عظيم ومجال كبير، وأنا أدعو الإخوة إلى أن يقدروا هذا الأمر، ويسارعوا إلى الإنفاق.

الكثيرون ربما بعد وفاتهم يوصون بالثلث أو الربع، وقد يكون هذا الثلث أو الربع سبباً في مشكلات بين الأولاد تبدأ ولا تنتهي، والكثير منه يضيع ولا يوجد من يقوم عليه، فلماذا لا تتصدق وأنت صحيح شحيح بمال تعتبره كالوقف باقٍ في أصله ومنفعته للمسلمين؟ وأرجو من الشباب أن يقوموا بهذا العمل.

الكثيرون يسألون عن مجموعة التبرعات في الأيام الماضية، قلت لكم أول مرة: إن التبرعات للبوسنة والهرسك بلغت مائتا ألف، أما الآن فقد زادت هذه التبرعات إلى ثلاثمائة ألف ريال، فجزى الله المحسنين خير الجزاء، أما التبرعات للصومال فإنها تقارب مائتي ألف ريال، جزاكم الله تعالى خير الجزاء، وبارك الله فيكم، وخلف الله تعالى عليكم ما أنفقتم؛ إنه على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015