كلمة توجيهية

السؤال يقول: مضى ثلث هذا الشهر تقريباً، ولا يزال بعض الناس على ما هم عليه من الذنوب والمعاصي وتضييع الوقت من غير فائدة، فهل من كلمة توجيهيه تهديها لهذه الفئة؟

صلى الله عليه وسلم أُذكر الإخوة بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم -كما في الحديث الصحيح- عن أبي موسى وغيره: {أن النبي صلى الله عليه وسلم، صعد المنبر، وقال: آمين آمين آمين، قالوا: يا رسول الله، قلت آمين، قال: جاءني جبريل فقال من أدرك رمضان فلم يغفر له، فأبعده الله، قل: آمين، قلت: آمين} فما بالك بإنسان دعا عليه جبريل وآمن عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا لم يتب الإنسان في رمضان فمتى يتوب؟ إذا كنت -يا أخي- أيام ومواسم الطاعات وغيرها عندك سواء، فمتى يستيقظ قلبك؟! وإذا كنت يوم الجمعة تفكر بأن هذا اليوم يومٌ فاضل، وهو يوم فيه خلق آدم وفيه أهبط من الجنة وفيه تقوم الساعة وفيه وفيه وفيه ساعة تستجاب فيها الدعوة، وفيه تشرع كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما تتذكر فقط أن يوم الجمعة يومٌ فيه إجازة وترتكب فيه بعض الذنوب والمعاصي التي لا ترضي الله، ومثل ذلك هذا الشهر الكريم لا تذكر من ذكرياته إلا أن الليل وقتٌ للعب الكرة سواءً في الملاعب أو مشاهدة اللاعبين على شاشة التلفاز، حيث لم تقصر رعاية الشباب فقد أعدت لشبابنا في هذا الشهر خمس عشرة مباراة طيلة خمسة عشر يوماً من أيام هذا الشهر!! وأما بالنسبة للشباب الذين لا يستطيعون الحضور فالحمد لله الوسائل والإمكانيات تتيح أن تُنقل لهم هذه المباريات حيةً على الهواء ليستمتعوا بمشاهدتها طيلة ليالي هذا الشهر الكريم!! أما في النهار فهم مشغولون بالدراسة أو بالعمل، ولك أن تتصور بقية اليوم، فمتى يجد الإنسان وقتاً لقراءة القرآن أو لذكر الله أو للتفكير في أمور الآخرة، أو حتى لمصلحته الدنيوية -الله المستعان-.

أسأل الله تعالى أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، وألا يجعل فينا شقياً ولا محروماً، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015