المحذور الثاني: هو جعل الخلاف الفقهي سبباً للتناحر، بحيث أنني بحثت مسألة فوصلت فيها إلى حكم، وبحثت أنت مسألة فوصلت فيها إلى حكم آخر مخالف، فتجد أنه أصبح بيني وبينك خصومة وتناحر وتباعد أحياناً، وتحزب على هذا الأساس، ولذلك يأتي بعض الناس في الشق الآخر فيقول: يجب عدم طرق هذه الموضوعات، لماذا؟ قال: لأنها تثير الخلاف بين المسلمين، وتثير العداوة، فهذا خطأ.
بل نقول: يجب طرق القضايا الفقهية والقضايا الفرعية وبحثها والحديث عنها ونشرها بين الناس، ولا يعني الاختلاف فيها بيني وبينك أنني أتخذ منك موقفاً لأنك خالفتني في مسألة أو لأنني خالفتك في مسألة، والناس يقولون كلمه حق: اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، وعوامل الأخوة والتقارب بين المسلمين أقوى بكثير من عوامل التباعد مع أن الاختلاف بمجرده ليس من عوامل التباعد.