Q كيفية معالجة المنكرات في البيوت، وحكم العيش معها، مع المقابلة بالعناد، والاستهزاء -مثلاً- أنت قليل الحياء، وأنت كذا وأحدهم يسأل -مثلاً- عن الأغنية في التليفزيون، وكيفية إمكانية مواجهتها والتخلص منها، وكيفية إقناع الوالد بأخطاره ومضاره، لأنه أصبح بالنسبة لهم عادة، ونقاط توجيهية للتخلص من منكرات البيوت، فضلاً عن المنكرات التي تكون من خلال اجتماع الرجال، والنساء في مجلس واحد في المنزل، إلى غير ذلك؟
صلى الله عليه وسلم لاشك، أن هذه الأسئلة مندرجة تحت النقطة التي ذكرت، وهي قضية التوجيه أولاً، فيجب أن يكون التوجيه أولاً، لأنك في الغالب في البيت لا تملك سلطة، فنحن حين نقول للشاب: عندما تكون أنت بيت وتتزوج، وتسكن في بيت مستقل، هنا اصنع البيت على عينك وكما تشاء، فلا يدخل في البيت إلا ما تحب، وافعل في البيت كما تحب، لكن إذا كنت أنت عنصر في البيت، وقد تكون أصغر الأولاد، وقد تكون البنت أصغر البنات، ويريد أن يغير أشياء كثيرة ويصلح، هنا الأمر فيه شيء من الصعوبة، وإن كان ممكناً -والله- أيها الإخوة، وأعرف بيوتاً كثيرة تغيرت بسبب صلاح إحدى البنات، أو أحد الأولاد، وحدثني أحد الإخوة عن بيت وأشار إليه، كان فيه سائق وخادمة، حتى يقول لي: إنه كان السائق والعياذ بالله يلعب الكرة -كرة السلة- مع البنات في المنزل، وكان في البيت أجهزة فساد، وهدم، وتخريب، وكل ما يخطر على بالك، يقول: سبحان الله! الأب لا يعرف المسجد، وأحد الأولاد دخل في كلية الطب، فوفقه الله بقوم صالحين واهتدى، يقول: فبدأ يؤثر في بقية إخوته، ثم في بقية أخواته، حتى خرج السائق، وخرجت الخادمة، خرجت الأجهزة، وما هي إلا أشهر يسيرة، يقول: حتى لاحظت أن الأب بدأ يتردد على المسجد، ويصلي الصلوات الخمس في جماعة، وهناك بيوت كثيرة أعرفها من هذا النمط.
فقضية الإصلاح ممكنة، لكن اصبر، ولا تتعجل الخطوات، لأنك لست سلطاناً تأمر فيطاع، أخرجوا الجهاز؟! فيخرج، لا.
ليس ضروري، قد تجد نفسك محتاجاً إلى أن تعطي الأمر نفساً، وتصبر بعض الشيء، وتتريث، وتحاول أن تقنع الأهل بمفاسد التلفاز، وتقنع إخوانك الصغار وأخواتك، شيئاً فشيئاً حتى يقل الراغبون فيه، ويمكن إخراجه، إلا إذا كانت الظروف مواتية، مثل: أن تكون أنت الابن الأكبر، ولك مكانة، ولك تأثير، ولك قبول عند الوالد، فهنا لا مانع أن تستخدم مكانتك في ذلك، لكن الغالب أن كثيراً من الشباب موقعهم ضعيف، وقد يصعب عليهم أن يقوموا بهذا الأمر من أول وهلة، ويحتاج الشاب إلى صبر.
أما موقف الشاب من المنكرات مثل: سماع الغناء، فالأصل أن الشاب ينبغي أن يحرص ألَّا يسمع الغناء، والغناء ليس هناك شك أنه محرم، وسماع الموسيقى حرام بإجماع العلماء أيضاً، لكن في حالة إذا لم تستطع، فما الحل؟ حتى لو فرض أنك دخلت المنزل أو خرجت وهناك موسيقى، أو غناء، وأنت لم تقصد أن تسمعه، فحينئذ أنت سامع، ولست مستمع، بمعنى أنه وصل إلى أذنك بغير اختيارك وبغير إرادتك، فلست آثماً لكن عليك أن تعمل على تغيير هذا المنكر بالوسائل التي أشرت إلى شيء منها سابقاً.