الأصدقاء والصديقات

أمر آخر، قضية الصديقات لهذه البنت، لها مجموعة صديقات في المدرسة وفي غيرها، وقد يحصل بينهن لقاءات، وفي بعض المدارس -كما علمت ذلك واطلعت عليه، وتأكدت منه- بل في أكثر المدارس يوجد نوع من الشلل، مجموعة فتيات، خمس أو عشر أقل أو أكثر، بينهن روابط عميقة، واتصالات دائمة، تناول الفطور -مثلاً- في الفسخ، في الدراسة، في المزح، في المخاطبات، في المراسلات مشتركة بين هذه المجموعة، قد تكون فتيات طيبات، وهذا -ولله الحمد- كثير ولا غبار عليه، لكن الذي أُحذِّر منه هو الأمر الآخر، قد تكون هذه المجموعة مجتمعة على قيادة فتاة غير مستقيمة فتجرهن إلى الهاوية.

ويؤسفني -أيها الأحبة- أن أقول لكم: قد اطلعت بنفسي على أوراق مكتوبة من قبل هذه الفتيات، والله يندى لها الجبين، ولا يتصور إنسان -لم يكن يخطر في بالي وعقلي- أن فتيات في سن المرحلة المتوسطة يفكرن هذا التفكير، أو يصلن إلى هذا المستوى، لكن إذا وجد الإنسان ذلك ورآه بعينه، بدأ يفكر عن الأسباب، فتذكر أموراً كثيرة، والمقصود أن (90%) من هؤلاء الفتيات عندهن بساطة، وعلى الفطرة، وفيهن غرارة، وطيبة قلب، وسذاجة، وسماحة، لكن توجد واحدة يكون فيها شر، وفيها قوة شخصية، فتكون قائدة فتجر هذه المجموعة من الفتيات إلى المهاوي.

ونفس الكلام يقال بالنسبة للشباب في مدارسهم، فيجرهم ذلك إلى الوقوع في الانحرافات، وتعاطي المخدرات، وعلى أقل تقدير: التدخين والفساد وترك الصلاة والسهر على الأرصفة، إلى غير ذلك من الصور والأشياء التي أنتم خبيرون بها.

إذاً الأصدقاء من الأشياء التي ينبغي للإنسان أن يراقبها جيداً، فيعرف من الأصدقاء الذين يذهب معهم ولده، ومن الصديقات اللآتي ترتبط بهن بنته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015