مشاركة شعرية للدكتور عبد الرحمن العشماوي

Q جزاكم الله خير يا شيخ سلمان وهنا نقف وقفة أخرى؛ ليختار لنا الشيخ سلمان -جزاه الله خيراً- مادة في هذه الوقفة؟

صلى الله عليه وسلم لعل مسك الختام قصيدة مختارة بصوت الأخ الكريم الدكتور عبد الرحمن العشماوي.

الحقيقة أنا لم أكن جاهزاً بأوراق لألقي قصيدة، ولكنني أحفظ بعض القصائد، فعندي قصيدة عنوانها: وشم على ذراع بغداد.

سأستجيب لدعوتك الكريمة، وألقي منها بعض الأبيات، وهي من آخر ما كتبت من القصائد، فأقول في مطلعها: بغداد بغداد هذا ما رأيناه وكم يكذِّب فينا ما سمعناه ما بال عينيك يا بغداد قد عميت عن ظالم صمتك المشئوم أغراه الحاضر المرُّ يا بغداد يؤلمني فأين ماضيك؟ أين العز والجاه؟! ما زال يروي لنا التأريخ قصته فكم حديث على شوق رويناه وكم حديث عن الأمجاد أسعدنا عشنا نردده حتى حفظناه وكم حديث عن الأحباب أطربنا وزادنا طرباً لما أعدناه بغداد يا لغة الإشراق في شفتي ويا غناءً عصامياً شدوناه وقع الحوافر يا بغداد أغنية ثراك ينشدها والرمل أفواه وحمحمات خيول النصر تطربني الحرب دائرة والناصر الله صهيلها في دروب الحق يملكني فكم أذوب به وجداً وأهواه وابن الوليد يروِّي الأرض من دمه والعين في رؤية الأحداث عيناه لم يستعر مقلة أخرى ولا شفة أخرى ولم تصغ للتضليل أذناه كيانك الضخم يا بغداد حصَّنه سيف المثنى ونور الحق جلاه كيانك الضخم بالإسلام قام ولم يقم على فكر زنديق ودعواه النور فوق ذراع الشمس صبَّحه والنور فوق ذراع الفجر مسَّاه بغداد هذا هو الزيف الرهيب وما أظن قومك إلا من ضحاياه نمضي ومن حولنا غابات أسئلة كثرت تكاد تذهلنا عمن قصدناه أين الكتائب والرايات خافقة والله أكبر لفظ جلَّ معناه وأين ربعي والإيمان يرفعه وأين رستم لم تحمله رجلاه أين الرشيد الذي ما كان يذكره نقفور إلا وتلقي السيف يمناه أين ابن حنبل في بغداد مجلسه يزهو فكم طالب للعلم يغشاه لو أبصرت مقلة المنصور ما صنعت بك الدعاوى لما سارت مطاياه ولو تأملك المأمون لاحترقت أوراق حكمته وانهد ركناه ولو درى دجْلة عن بعض من وقفوا على شواطئه ما سال مجراه بغداد ما بال عين الكرخ ترمقنا حيرى وعهدي بأن الكرخ تياه بغداد بغداد ما بال روح الجسْر قد فنيت فما ترى مقلتي إلا بقاياه أين الرصافة وابن الجهم ينشدها شعراً على مسمع التأريخ ألقاه بغداد لم نترك لأمتنا بابا ًمن النصح إلا قد طرقناه ولم ندع لغة في الشعر صادقة إلا ذكرنا بها حقاً وقلناه لكنها تصرف الوجه الجميل فوا بؤساه من غفلة المحبوب بؤساه لا فض فوك، بارك الله فيك.

أيها الإخوة المستمعون، كان هذا اللقاء الذي استمتعنا به جميعاً مع فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة، الذي تعرفونه جميعاً من خلال ندواته ومحاضراته وإسهاماته.

نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنه، وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا خالصة لوجهه الكريم.

شكراً لله تعالى على أن هيَّأ لنا هذا اللقاء، وشكراً للشيخ سلمان على تحمله لنا في هذا اللقاء أيضاً، وشكراً لكم أيها الإخوة المستمعون على حسن إصغائكم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

والحمد لله رب العالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015