واقع الصحوة الإسلامية

Q بالنسبة إلى الصحوة الإسلامية تحتاج منا إلى وقفة، فلو تحدث لنا الشيخ سلمان عن أسباب هذه الصحوة، وعن الواقع الذي تعيشه وتقويمه لهذا الواقع؟

صلى الله عليه وسلم بالنسبة للأسباب؛ فالصحوة هي الأصل، والانحراف هو الطارئ، فالصحوة لا تحتاج إلى البحث عن الأسباب، إنما الذي يحتاج إلى البحث عن الأسباب هو الانحراف الذي كان في الماضي في معظم أنحاء العالم الإسلامي، وفي معظم قطاعات المجتمعات الإسلامية.

فذلك الانحراف هو الذي يحتاج إلى البحث عن أسبابه؛ لأنه خروج عن الخط الأصلي الذي تميزت به هذه الأمة.

ولا شك أن هناك خط انحراف تاريخي طويل، أدى إلى ما وصلت إليه الأمة، فصحت الأمة بعض الشيء على نفسها، وهي في أحضان الأعداء، والسهام مصوبة إليها من كل جانب، فبدأت تدرك أنه لا يمكن أن تتخلص من كيد أعدائها وتحتفظ بنفسها، إلا من خلال الرجوع إلى مقوماتها الأصلية.

فهي لا تستطيع أن تواجه العدو بفكر العدو نفسه، ولا يمكن أن تواجه العدو إلا وهي أمة مستقلة، وإلا معنى ذلك أنها سوف تذوب وتصبح جزءاً من أعدائها، كما ذابت أمم كثيرة لما حاول أعداؤها أن يدخلوها ضمنهم، وسيطروا عليها، وهيمنوا عليها، واكتسحوها، فضاعت حضاراتها وضاعت مقوماتها، وضاع تاريخها، فأصبحت جزءاً من عالم آخر.

أما الأمة الإسلامية، فإن هذا لا يمكن أن يكون بالنسبة لها، ولا يمكن أن تستأصل وتكون جزءاً من أمة أخرى.

ولذلك تعود إلى مقوماتها الأصلية، إلى دينها، وعقيدتها الصحيحة، كلما تعرضت لهجمات العدو، وهذا الذي حصل بالنسبة للصحوة الإسلامية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015