وسائل الدعوة إلى الله

Q إذاً ما رأيك في وسائل الدعوة التي يمكن أن نواجه بها مثل هذه المعوقات والأخطاء؟

صلى الله عليه وسلم وسائل الدعوة جزء من واقع الدعوة، والمقصود بالوسائل: الأشياء التي يتوسل ويتوصل بها إلى تحقيق المقصود، فهي المعبر بين الدعاة الناس.

وهناك وسائل متفق عليها في كل البلاد وفي كل الأمم عبر التاريخ، مثل وسيلة الكلمة التي بعث بها الرسل عليهم الصلاة والسلام، فكل رسول قد دعا بكلمة: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف:59] فهو يدعو الناس إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة، ونبذ الآلهة والأنداد التي تعبد من دون الله عز وجل.

وهذه الكلمة يمكن أن تصل من خلال وسائل شتى: بالخطاب الشفهي، فيمكن أن تصل عبر كتاب، أو في قصة، أو في قصيدة، أو في أي وسيلة متاحة ومباحة.

وهناك وسائل كثيرة للدعوة توجد في كل عصر، وأعتقد أن الدعاة إلى الله تعالى يستطيعون استخدام أي وسيلة للدعوة متاحة لهم بشرطين: الشرط الأول: أن تكون هذه الوسيلة ليس فيها محظور شرعي، فلا يقوم باستخدامها ارتكاب محظورات شرعية محرمة بنص كتاب أو نص سنة أو بإجماع العلماء، فالغاية لا تبرر الوسيلة، فصحة الغاية، وأن المقصود إيصال الدعوة لا يبرر استخدام أي وسيلة قد تكون محرمة.

فالشرط الأول: أن تكون الوسيلة مباحة على الأقل، أما إذا كانت مشروعة وثبت استخدامها، فهذا لا شك من باب الأولى.

الشرط الثاني: أن يغلب على الظن، أو أن يجزم الداعية بأن هذه الوسيلة تحقق مقصوده، فإن المقصود من الوسيلة هو الوصول إلى الغاية وإلى الهدف، فلا بد أن يقتنع الداعية بأن هذه الوسيلة تحقق مقصوده، إما ظناً غالباً أو جزماً.

أما الاعتقاد بأن وسائل الدعوة تعبدية، فلا أدري كيف هذا، -ولا شك أن الدعوة من أعظم العبادات- إلا أننا حين نقول: إن الوسائل توقيفية؛ فإننا بذلك ندخل الوسائل حينئذٍ في القرب التي يتقرب بذاتها إلى الله، وفي الشعائر التعبدية، وليس الأمر كذلك، فوسائل الدعوة كوسائل الجهاد، وهي أمور تخضع للحاجة وللواقع الذي يحتاج إليه الناس، وليست تعبدية بذاتها، لأنها ليست من القرب المحضة، ولا من الشعائر التعبدية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015