حياة الشيخ سلمان الشخصية ونشأته

Q شيخ سلمان، قد تعودنا في هذا اللقاء الطيب أن يتعرف الإخوة المستمعون على العلماء والدعاة من خلال حياتهم الشخصية، ثم من خلال رحلتهم العلمية، وجهودهم الفكرية والدعوية.

فنود في بداية هذا اللقاء الطيب، أن يتعرف المستمع الكريم على الاسم الكامل للشيخ سلمان، وتاريخ الميلاد والمكان؟

صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

فيما يتعلق بالاسم، فاسمي هو سلمان بن فهد بن عبد الله العودة، من مواليد عام (1375هـ) تقريباً، وكان ميلادي في إحدى ضواحي مدينة بريدة من منطقة القصيم.

السؤال: هل يمكن أن نعرف اسم هذه الضاحية؟ الجواب: هي بجوار قرية صغيرة تسمى قرية البصر، تبعد عن بريدة قرابة خمسة عشر كيلو متر.

السؤال: شيخ سلمان هل يمكن معرفة الحالة الاجتماعية، وعدد الأولاد؟ الجواب: الحالة الاجتماعية متزوج، وعندي -بحمد الله- ستة أولاد ما بين ذكر وأنثى.

وأكبرهم معاذ.

السؤال: إذاً: نرحب مرة أخرى بـ أبي معاذ ونسألك -جزاك الله خيراً- عن النشأة التربوية، وأن تذكر أي ذكريات عن الطفولة؟ الجواب: كانت نشأتي في تلك القرية التي أشرت إليها من قبل، ودرست فيها سنتين من سنوات الدراسة الابتدائية، وأتذكر أننا كنا في القرية، ومعروف أجواء القرى وما يكون فيها غالباً من الهدوء، والبعد عن المؤثرات المختلفة.

فكانت طبيعة النشأة -بحمد الله- نشأة في بيئة طيبة، ونتردد -بحمد الله- على المساجد، وقرأنا قدراً لا بأس به من القرآن على إمام الجامع في تلك القرية، وكان من فضلاء الرجال في ذلك الوقت، وقد ظل الرجل على رغم كبر سنه حياً -رحمه الله- إلى أن توفي في العام الماضي، عن سن يقارب الخامسة والثمانين أو يزيد.

وأتذكر أنهم كانوا -في بعض الأحيان- يؤدبوننا على عدم التأخر عن الصلاة ولو لركعة واحدة، فمن فاتته ركعة واحدة في الصلاة، فإنه قد يؤدب على ذلك.

كما أتذكر أننا ظللنا فترة نقرأ القرآن في بيت مجاور للمسجد، وقد نجلس فيه أوقاتاً طويلة نقرأ القرآن، منا من يقرأ لنفسه، ومنا من يقرأ على الشيخ أو الإمام رحمه الله، وجزاه الله خيراً.

وإن كان هناك من ذكريات ما زلت أعجب منها، وهي تجمع بين الماضي والحاضر؛ فإنني في العام قبل الماضي، لمحت في أحد الدروس العلمية في الجامع الكبير شخصاً كأني أعرفه، فلما خرجت قابلني وصافحني وسلم علي، وعرفني بنفسه، فإذا به أحد أساتذتي الذين درسوني في المدرسة الابتدائية في تلك الأيام.

وقد دارت الأيام فإذا به يصبح أحد طلابي في الجامع، ولا يزال يحافظ على الدرس بشكل منتظم، فعجبت من هذه الأخلاق الجبارة، التي جعلت هذا الرجل يتجاوز عامل السن والاعتبارات الأخرى التي يقيم الناس لها وزناً، ويجلس في الحلقة كأحد الطلاب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015