من مداخل الشيطان

Q أنا طالب، وأحياناً يوسوس لي الشيطان، بأن أترك الدراسة؛ لأن النية غير خالصة لطلب العلم، وخاصة أن بعض المدرسين يحرضوننا على الاجتهاد عند الامتحان فقط، فما هو الخلاص من هذه الوساوس؟

صلى الله عليه وسلم إن الشيطان أحياناً يغري الإنسان بترك الطاعات بطريقة خاصة، فإذا شعر أنك تصلي أدخل عليك الشيطان الرياء، ويمكن أن يدعوك الشيطان إلى أن تعالج هذا الرياء بأن تترك هذه الصلاة والعياذ بالله، وقد تستغرب إذا قلت لكم: إن إنساناً بدأ الشيطان يأتيه من هذا الجانب، فبدأ يترك صلاة الجماعة، ويصلي في البيت، أمام والديه وإخوانه، ثم بدأ الشيطان يوسوس له، أنه قد يكون مرائياً في هذا، فبدأ يصلي في غرفته، ويقفل باب الغرفة على نفسه، لئلا يراه أحد، فهذه مشكلة.

إن الشيطان قد يدعوك إلى ترك الطاعة، بأن يدخل عليك ما تتوهم أنه شيء من الرياء، مثلاً لماذا تريد أن تترك الدراسة؟ عندما تشعر أن النية قد لا تكون خالصة، ما بالك إذا لم يكن عندك وازع إيماني يجعلك تشعر بوجوب الإخلاص، فنصيحتي لهذا الأخ ألا يترك الدراسة، والذي يترك الدراسة يفوت على نفسه وعلى غيره مصالح كثيرة.

أما أن الإخوة المشايخ يحرضونك على الدراسة والمذاكرة عند الامتحان، فهذا أمر طبيعي، وإلا أصلاً لماذا وضع الامتحان إلا ليشد من همم الطلاب، بوجود حافز يدعوهم إلى المذاكرة، وكل حافز لا يعني أنك لم تخلص النية، ووجود الحافز لا يعني عدم وجود النية، فالإنسان قد يعمل عملاً خير ياً ويعطى عليه راتب مثلاً، كالتدريس أو غيره، فلا نقول: إن هذا الإنسان يعمل للدنيا، إذا كانت نيته صحيحة فهذا الحافز الذي وجد مشجع له، ولا يؤثر ولا يضعف من قيمة هذا العمل إن شاء الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015