الرؤيا الصادقة

والرؤيا قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: {أنها جزء من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوة} وذلك لما فيها من تطلع الإنسان إلى أمورٍ حادثةٍ مستقبلة، ليست واقعة فيتوقعها الإنسان، ومن خلال رؤيا يراها في المنام يظن أنه قد يحدث كيت وكيت وكيت، وهذا في السنة النبوية منه كثيرٌ وكثير، يكفي أن نذكر -مثلاً- قصة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: {يا رسول الله، رأيت في السماء ظُلة "سحابة" تنطف السمن والعسل، والناس يأخذون منها فمستقلٌ ومستكثر، ورأيت حبلاً ممدوداً بين السماء والأرض فأمسكتَ به أنتَ فرُفعت، وأمسك به رجلٌ بعدك، فرفع وأمسك به رجلٌ آخر فرفع، ثم أمسك به رجلٌ ثالثٌ فانقطع به، ثم وصل له فرفع، فقال أبو بكر: يا رسول الله دعني أعبرها، قال: افعل، فقال: أما هذه الظلة فهي ما آتانا الله به من العلم والإيمان والوحي، والناس منه يأخذون بقدر علمهم وإيمانهم، وأما هذا الحبل فهو الحق، تأخذ به فتعلو ويأخذ به رجلٌ بعدك فيعلو، ويأخذ به رجل ثالث فيعلو، ويأخذ به رجل آخر فينقطع، ثم يوصل له فيعلو، ثم قال: والله يا رسول الله، أو قال: أخبرني يا رسول الله هل أصبت؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً، فقال: والله يا رسول الله لتخبرني ما أصبت وما أخطأت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تقسم ولم يخبره} فهذه الرؤيا هي عبارة عن تفسير لما وقع فيما بعد من موت النبي صلى الله عليه وسلم شهيداً في سبيل الله عز وجل بسبب الأكلة التي أكلها بخيبر، ثم ولاية أبي بكر وقيامه بالحق، ثم ولاية عمر وقيامه بالحق، ثم ولاية عثمان وما حدث له بعد ذلك من المصائب، ثم استشهاده في سبيل الله عز وجل إلى غير ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015