Q لقد سمعتُ أختي منذُ يومين تتحدث عن بنات الفصل، وتقول: إنهنَّ كتبن على جدار الفصل عبارات عن بعض اللاعبين، ثم كتبن في جدار المسجد: اللاعب فلان، فأرجو أن توجه نصيحة لهؤلاء الطالبات الساذجات؟ وكذلك ما دور البنات عندما يحدث مثل هذا؟
صلى الله عليه وسلم صراحةً أشعر -علم الله- وأنا أقرأ هذا السؤال كأن السائل وجه إلى قلبي خنجراً مسموماً وطعنني به، إذ أنه يعز علينا أن نسمع عن فلذات أكبادنا، وعن بناتنا اللاتي كنا وما زلنا ننتظر منهنَّ أن يكنَّ معلمات ومربيات للأجيال، وأن يكنَّ كما قالت إحداهنَّ -وقد كتب لي مقالاً سوف أذكر طرفاً منه في الأسبوع القادم-: إنَّ على كل فتاةٍ منا أن تسعى في تربية ابنها، وكأنها تربي الخليفة المنتظر، فتيات مجتمعنا وفتيات هذه الأمة، التي كنا ولا زلنا ننتظر أن يكنَّ أبلغ رد على دعاة التغريب والتخريب والعلمانية والفساد.
يا أختي الكريمة: هذا اللاعب الذي تتحدثين عنه تنظر إليه كل الفتيات، وربما تحاول أن تتصل به عبر الهاتف، وربما تتمنى أن تلقاه، فهل يسرك أن يكون زوجك بهذه الصورة، أم أنكِ تريدين أن تكوني عبثاً للغادين والرائحين ليس لك حياةٌ مستقرة، ولا بيت تأوين إليه، ولا زوجٌ تلوذين بالله تعالى ثم به، ويكون أباً لأولادك وراعياً لك، ومشبعاً لعواطفك ورغباتك، أية فتاة ترضى أن تكون بهذه الصورة؟! لماذا تندفع الفتيات مع مشاعر المراهقة إلى هذا الحد؟! وهنا أُحَمِّل أولياء الأمور مسئولية كبيرة، وأحمِّل الأخوات المدرسات أيضاً مسئولية كبيرة، وهذا طبعاً حديث جرنا إليه السؤال، وكان المفترض أن يقال في الأسبوع القادم، فلا يجوز للمدرسة أبداً أن تكون مهمتها أن تلقي الدرس ثم تخرج، إنما مهمتها صناعة عقول الفتيات، وتعليم الفتاة ما يضرها وما ينفعها، ودعوة الفتاة إلى الخير، وتحذير الفتاة من المخاطر التي تهددها.