Q ما حكم تفصيل الثياب بموديلات مختلفة للنساء، وبمبالغ كبيرة جداً، وهل تنصحني بالامتناع عن تفصيل الثياب لزوجتي عند حصولها على مبلغ كبير؟
صلى الله عليه وسلم إذا كان المبلغ فاحشاً، ولا يتناسب مع مستواك المادي، ومع مستوى زوجتك المادي أيضاً، فأنصحك بالكف عنه، أما إذا كان المبلغ معقولاً يتناسب مع مستواك فلا بأس؛ لأن بعض الناس يقول: ما حدود الإسراف؟ فأقول: حدود الإسراف وكونه باهضاً أو فاحشاً أو غير ذلك يختلف من إنسان إلى آخر، فالإنسان الفقير حين يكون قيمة الثوب بمئات الريالات، مثلاً خمسمائة أو ستمائة، يكون هذا المبلغ مرتفعاً، لكن هذا المبلغ بالنسبة لأسرة ثرية يعتبر مبلغاً معقولاً، وهكذا يختلف من أسرة إلى أخرى، وهذا يحدده العرف.
وعلى كل حال -إن شاء الله- لنا لقاء في الأسبوع القادم، بعنوان: هموم أخرى للمرأة، وسوف أحاول أن أنفض في كل ما تبقى -إن استطعت- مما يتعلق بموضوع المرأة وهمومها الأخرى، وأنا في انتظار ما يصلني من مشاركة الإخوة والأخوات، فإنني اعتمدت في جل ما قدمتُ لكم في هذه الجلسة على رسائل وملاحظات وكتابات من بعض الأخوات الفاضلات، ولهنَّ مني الدعاء بأن الله يسعدهن في دنياهن وأخراهن، ويثبتنا وإياهنَّ بقوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويكثر في مجتمعات المسلمين من أمثالهن.
وأسأل الله لنا ولكم جميعاً أن يجعلنا وإياكم هداةً مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، وأن يجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أعمارنا أواخرها، وآخر كلامنا من الدنيا: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن يتوفانا وهو راضٍ عنا، ونسأله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، أن يحيينا حياة السعداء، وأن يميتنا ممات الشهداء، وأن يرزقنا الذرية الصالحة، التي تحمل راية الإسلام وتدافع عنه، وتموت في سبيله، وتنصره نصراً مؤزراً عزيزاً، إنه على كل شيءٍ قدير.
سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.