Q كيف يمكن للرجل حماية أهله من التبرج أو خداع التلفاز بطريقة حكيمة؟
صلى الله عليه وسلم الحقيقة أقولها بصراحة، وهي مسألة صعبة، لكنني أقولها والدين النصيحة: بعد ما حصل الذي حصل، وجرى الذي جرى، منذ زمن كان العقلاء والعلماء يحذرون من قضية البث المباشر الذي أصبح في تناول الفرد العادي من الناس اليوم، أقول: لا حل إلا أن يقوم العقلاء بإخراج جهاز التلفاز من بيوتهم، وأن يقوموا بحملة صادقة على ذلك، ويقنعوا أهلهم بذلك.
وقد حدثني عدنان أكبر، وهو بالمناسبة صاحب دار أزياء ضخمة، وقد كان مصمماً عالمياً للأزياء، حدثني بنفسه، ورأيت معه أطفاله الصغار، وهم يحفظون شيئاً من القرآن الكريم، وقال لي: إنني لما هداني الله تعالى قمتُ في ساعةٍ واحدة، فأخرجت جهاز التلفاز من البيت وكسرته، فقال له أهله وأقاربه: على الأقل بالتدريج حتى نرفق بالصغار ونعلمهم، فقال: لا يمكن أن نتدرج في هذا الأمر، هذه قضية لا خيار فيها، والذي يريدني يقبلني بهذه الشروط، وما هي إلا لحظات قليلة حتى اعتاد الكبار والصغار وألفوا هذا الأمر، ورأيت معه أطفاله وهم يحفظون أجزاء من القرآن، وعليهم سمات الخير والصلاح، نسأل الله لنا وله ولهم الهداية والثبات.
فهممُ الرجال تزيل الجبال، ولا أعتقد أن الإنسان عاجز عن أن يقوم بمثل هذه المهمة، فما قيمة الجهود التي تبذل لإصلاح الإعلام الداخلي إذا كُنَّا قد غُزينا من فوقنا؟ وجاءونا من فوقنا! فهذه قضية لا بد من استيعابها.
إذا وجد الجهاز في البيت فهذه والله مأساة، لأنه لا أعتقد أنك سوف تبقى بواباً على التلفاز، تفتح وتغلق متى جاء أمرٌ تحبه أولا تحبه، فأنت تخرج إلى العمل، وتخرج للصلاة، وتخرج للوظيفة، وتخرج للدراسة، وتخرج لشئونك الخاصة والعامة، وربما في بعض البيوت يوجد في كل غرفة جهاز تلفاز.
فالخطر -أيها الأحبة- شديد، ونحن بحاجة إلى أن ندرك حجم الخطر وحجم الغزو، وأن ندرك أن الغربيين يريدون منَّا الشيء الكثير، وأهم خطوة يريدونها الآن هي التغيير الاجتماعي.