كلمة الشيخ العجلان

أيها الحفل الكريم: معنا كلمة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله العجلان رئيس محاكم القصيم، ذلكم الشيخ الفاضل الذي عرفه الجميع بخلقه وتواضعه الجم، ذلكم الشيخ الذي كان لجهوده الأثر العظيم في دفع مسيرة الدروس العلمية في هذا البلد، فله منا جزيل الشكر والعرفان، ونسأل الله تعالى أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، فليتفضل حفظه الله وجزاه الله عنا وعن الإسلام خيراً.

قال الشيخ: عبد الرحمن بن عبد الله العجلان حفظه الله: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم.

أصحاب الفضيلة العلماء.

أصحاب السعادة.

أيها الحفل الكريم: أحييكم بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأرحب بكم في هذا المكان المبارك الذي نجتمع فيه لتكريم حفاظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما احتفلنا قبل أشهر بحفظهم لكتاب الله جل وعلا، وأشكركم جميعاً على تفضلكم بالحضور، وتكبدكم المشقة من قريب وبعيد، وترك أمور هامة عليكم إيثاراً وتكريماً وتشجيعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشتغلين بها والمهتمين بها، فجزاكم الله خير الجزاء، وأرجو الله أن يكتب خطواتكم في سجل حسناتكم، وأن يجزيكم عليها {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88-89] .

ثم إنني -أيها الإخوة- أشكر أصحاب الفضيلة رئيس وأعضاء اللجنة العلمية، والمسئولين في مكتب الدعوة والإرشاد ببريدة على اهتمامهم البالغ بتعليم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرصهم على أن يحفظها الطلاب، وأن يهتموا بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيحفظوه، فجزاهم الله خير الجزاء، وأهنئ إخواني وأبنائي حفاظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم- يهنئ بعضهم بعضاً بما ينال به ثواب الله جل وعلا، وأفضل عمل وأفضل شيء تنفق فيه الأوقات والجهود الحفاظ على كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حفظ سنته، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {نضر الله امرءاً سمع منا شيئاً فحفظه فبلغه كما سمعه} أو كما قال صلى الله عليه وسلم: {فرب مبلغ أوعى من سامع} وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الوحي الثاني، وصاحبها المعصوم عن الزلل -صلوات الله وسلامه عليه- يقول ربنا جل وعلا {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4] .

ويقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قال النبي صلى الله عليه وسلم: {العلم ثلاثة: آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة، وما سوى ذلك فهو فضل} .

وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: {كنت أكتب كل شيء أسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم أريد حفظه، فنهتني قريش وقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر، وأنت تكتب كل ما تسمعه منه، وهو يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتابة، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بإصبعه إلى فيه، وقال: اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا الحق} رواه أبو داود.

وقد أمرنا جل وعلا في أي خلاف وتنازع أن نرجع إلى كتابه -جل وعلا- وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال جل وعلا: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء:59] قال العلماء: الرد إلى الله: الرد إلى كتابه، والرد إلى رسول الله، الرد إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذرنا جل وعلا من مخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عز من قائل: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور:63] يقول عبد الله بن عباس: [[أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك]] .

ورتب جل وعلا طاعته على طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال عز من قائل: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء:80] فهنيئاً لحفاظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنيئاً للعلماء المشتغلين بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر.

{ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة} .

فحري بنا أيها الإخوة أن نغتنم فرصة الوقت، والقدرة والنشاط في أن نصرف جل وقتنا لكتاب ربنا، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، حفظاً ودراسة، وتعلماً وتعليماً، وأن ننشِّئ أبناءنا على ذلك، وأن نبذل لهم الجوائز التشجيعية، وأن نشجع الإخوة الأفاضل الذين قاموا بهذا المشروع العظيم، ونشجع الآخرين للقيام بمثل ذلك لعل هذا أن ينتشر كما انتشرت الجمعيات الخيرية لحفظ كتاب الله جل وعلا.

وقد كنا في القريب لا نجد من يحفظ كتاب الله إلا القليل، واليوم -ولله الحمد- نرى العدد الكثير من حفاظ كتاب الله جل وعلا، وتباشير الخير بدأت بحمد الله بحفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فشجعوهم أيها الإخوة تشجيعاً مادياً ومعنوياً يخلف الله عليكم ويبارك في أوقاتكم وأعمالكم.

هذا وأرجو الله أن يثيب الجميع خيراً، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يجعل سعينا مشكوراً، وعملنا مقبولاً، وأن يوفق الجميع لسعادة الدنيا والآخرة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قال مقدم الحفل حفظه الله: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شكر الله لشيخنا عبد الرحمن العجلان هذه الكلمة الضافية، والتي أبان فيها أن هذا الحفل هو تكريم لحفظة السنة وحملتها من أبنائنا، واحتفاءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم كما احتفى الجميع في هذا المكان الطاهر في حفظ هؤلاء لكتاب الله الطاهر جل وعلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015