قال مقدم الحفل حفظه الله: صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم، أصحاب الفضيلة العلماء، أيها الدعاة الأجلاء، إخواني الحضور، أيها الوجهاء والأعيان، يا من تجشمتم عناء الحضور لتشجعوا حفاظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أرادوا أن يصحبوا أنفاسه صلى الله عليه وسلم بعد أن فاتهم صحبة نفسه صلى الله عليه وسلم.
معاشر الإخوة: إن الدهشة لتعقد لساني، وأنا أرى هذه الجموع الغفيرة التي اتجهت نحو هذا المكان الطيب، منذ أول عصر هذا اليوم، والتي امتلأت بها ساحات هذا المسجد على اتساعها، بل والشوارع المحيطة بها، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على تشجيعكم للمسيرة العلمية التي هي بحق مفخرة لهذه البلاد.
هذا يوم يسجل في أمجاد بلدتنا على صحائف من نور تشرفنا معاشر الإخوة: لا يسعني إلا أن أقول لكم: حياكم الله، وأسأله أن يجعل خطواتكم في ميزان حسناتكم، ثم لا يسعني إلا أن أبدي لكم مشاعر لا يسعني أن أخفيها، وهو أننا عشنا على مدار أسبوعين ومنذ أن أعلن عن هذه المسابقة وهذا التكريم، عشنا اتصالات مكثفة من المحبين والغيورين؛ كل يتسابق يريد أن يقدم خدمة للعلم والعلماء، بل ربما تشاحَّ اثنان أو أكثر على تقديم خدمة لكم، ومن متصل يقول هل سيقدم من العلماء فلان وفلان؟ وإذا بنا نتفاءل ونقول نعم سيقدمون، وإذا بهم اليوم من أمكنة كثيرة، من مكة المكرمة ومن المدينة المنورة ومن جدة ومن الرياض ومن الدمام ومن الأحساء، ومن الجوف، ومن رفحاء، ومن عرعر ومن نجران ومن جيزان ومن أبها، ومن سائر مناطق المملكة أجمع.
بل لا أخفيكم إذا قلت: إنه قدم من خارج المملكة من دول الخليج ضيوف أعزاء علينا، فحياكم الله وبياكم، وجعل خطواتكم في ميزان حسناتكم، وأسأله أن يجعل هذا الجمع المبارك يجتمع في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
وإن أبناءكم طلاب العلم لممتنون أتم الامتنان بحضوركم، هذا وأترك المجال لبدء حفل تكريمنا على بركة الله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
المقدم: أيها الإخوة الكرام: كم نحن مسرورون وكم نشعر بالغبطة والسعادة، ونحن نعيش هذه اللحظات المباركة، ونشاهد هذه الوجوه الزكية النيرة، ونرى هذه الجموع الحاشدة التي غص بها المسجد داخله وخارجه وعلويه وتحتيه، وامتلأت به الساحات المحيطة به، وأغلقت بها الشوارع من حوله، إنه اجتماع متميز أيها الإخوة، متميز من جهة كثرة الحضور من الوفود والضيوف وأهل هذا البلد، ومتميز من جهة نوعية الحاضرين ومكانتهم، فقد ضم هذا الاجتماع المشهود كثيراً من العلماء والدعاة والقضاة، وطلبة العلم المعروفين ليس في هذه المنطقة فحسب، ولا في هذا البلد فحسب، بل على مستوى العالم الإسلامي كله.
كما ضم هذا الاجتماع المبارك عدداً كبيراً من الوجهاء، والتجار، وأعيان هذا البلد المبارك، فشكر الله للجميع مسعاهم، وكتب لهم خطواتهم وجزاهم على إجابة هذه الدعوة، وتجشم عناء السفر خير الجزاء وأوفاه وأجزله.
أيها الحضور الكرام: موعدكم الآن مع كلمة لسماحة الوالد فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، والذي نعلم جازمين أنكم أيها الإخوة تتشوقون وتتمنون حضوره بشخصه حفظه الله، كما كنا نتمنى ذلك من كل قلوبنا ولكن ظروفه -حفظه الله- ومشاغله الكثيرة التي لا تخفى عليكم حالت بينه وبين ذلك، وقد شاركنا -حفظه الله وجزاه الله خير الجزاء- بكلمة ضافية يلقيها نيابة عنه واحد من علمائنا الأجلاء ودعاتنا الفضلاء الذين نتشوق كذلك للقائهم والاستماع لحديثهم ألا وهو فضيلة الشيخ عبد الله بن حسن بن قعود فليتفضل بارك الله فيه وأجزل له المثوبة.