هذه قصاصة بعث بها بعض الإخوة من جريدة الشرق الأوسط فيها عدة مقالات، فيها مقال يقول: مجلة سيدتي تقيم معرضاً للأزياء السعودية في لندن، وقد عرضوا صوراً من هذه الأزياء وذكروا الخبر، وفي المجلة نفسها مقال يقول: الجمال والحرب، وقد نشر صورة فتاتين جميلتين، وعلقوا عليها بهذا التعليق، يقول: رغم الحرب الضارية في جمهورية يوغسلافيا، وعملية التفريق العرقي التي تقوم بها القوات الصربية، ضد جمهوريتي البوسنة، وكرواتيا، فإن ملكتي جمال أسلوفونيا وكرواتيا وجدتا ما يثير الابتسامة بعيداً عن شبح الحرب على الشاطئ الصناعي الذي أقامته اللجنة المنظمة لمسابقة جمال العالم في جنوب إفريقيا المقرر انطلاقها الشهر المقبل، في هذا التعليق أمران:- الأمر الأول: الحرب تفريق عرقي وليست حرباً دينية، هذا الكلام نفسه هو كلام البابا شنودة في جريدة العالم اليوم، يقول: المسألة مسألة الحرب العرقية، مع أن من المعلوم أن العرق واحد، فالمسلمون البسنويون، والصرب والكروات أصولهم العرقية واحدة وليست مختلفة، وإنما المختلف هو الدين، فهؤلاء يحاولون أن يجعلوها حرباً عرقية؛ ليغطوا الطابع الديني في هذا الحرب، ونحن لا نستغرب من شنودة أن يقول ذلك، فهو عضو في مجلس الكنائس العالمي، وهو المسئول عن المجلس في مستوى الشرق الأوسط كله، لكن الذي نستغربه من مجلة تصدر باللغة العربية، ويكتب فيها كتاب إسلاميون، بل مجلة محسوبة على هذه البلاد، أن تجعل المسألة، مسألة تفريق عرقي! الأمر الثاني: أكثر ما شد أنظار هذه المجلة وكتابها المأفونين الكلام عن ملكتي جمال تبتسمان على رغم شبح الحرب، فتباً لهؤلاء وتباً لمن يشتري هذه الجريدة، لقد ناديتكم وطالبتكم مراراً أن تقاطعوا هذه الجريدة، وأقول لكم: أيها الإخوة! المقاطعة التي صدرت منكم قد أثمرت، ولا أدل على إثمارها من أن هناك بعض الشركات الرسمية، كشركة الطيران السعودي أنها أصبحت توزع هذه الجريدة أحياناً وحدها على الركاب، وقد يركب البعض في طائرة ضخمة فيها مئات الركاب، فلا يوزع عليهم إلا جريدة الشرق الأوسط، وقد كتب لي مجموعة من الإخوة من داخل الخطوط يؤكدون هذا الأمر، كما هاتفني به وشافهني مجموعة من الإخوة الذين ركبوا في بعض الطائرات، وكأن ذلك نوع من الدعم لهذه الجريدة في مقابل إعراض الناس عنها، لكنني متأكد -أيضاً- لو أنكم قمتم بحملة صادقة وشاملة على هذه الجريدة أنه لن ينفعها الدعم الرسمي مهما كان، فأنا أؤكد عليكم ذلك، وقد سبق أن قرأت عليكم فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين، وقد أرسلنا إلى سماحة الوالد في الأسبوع الماضي ملفاً عن هذه الجريدة، وما نشر فيها؛ برجاء أن يصدر فتوى عامة للمسلمين، وسوف نقوم إن شاء الله بتوزيع فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين عن هذه الجريدة، على نطاق واسع.
وهذا -أيضاً- مقال يشير إلى كاتب -أحد كتاب هذه الجريدة- لا أريد أن أذكر اسمه، وإن كان كلامه أكثر من الكفر، وأكثر من الإلحاد، وقد وقع في يدي كتاب ألفه: وهو عبارة عن حلقات كان ينشرها في هذه الجريدة، يسخر فيه بالله تعالى، وينسب الله تعالى إلى الجهل، ويسخر فيه بجبريل، حتى إنه يقول: إن جبريل جاء يعرف الله تعالى على رؤساء الدول العربية، فيقول لله تبارك وتعالى -تعالى الله عما يقول الكافرون والظالمون والملحدون علواً كبيراً-: هذا فلان، وهذا فلان، والله تعالى كما زعم هذا الخبيث، يقوم من عرشه ويصافحهم واحداً تلو الآخر، حتى جاء دور الرئيس جمال عبد الناصر فلم يقم -كما زعم هذا الخبيث- ولم يسلم الله تعالى عليه، قال جبريل لماذا؟ قال: لو قمت لجلس هذا الإنسان مكاني، هذه أحد الطرائف والنكت، وقد قرأتها -أيضاً- على الوالد سماحة الشيخ عبد العزيز، فأنا أدعوكم أيها الإخوة أن تغاروا لدينكم، وتغضبوا لربكم، وأقول: لا خير فينا إن لم نستطع أن نقاطع مثل هؤلاء الذين يعلنوها صريحةً، وكنت أتوقع أن هذه الجريدة تستحيي، أو تراعي مشاعر المسلمين، فإذا بي أقرأ عدد هذا اليوم، وإذا هناك مجموعة من المقالات والقصص والأخبار، التي تدل على أن هؤلاء موتى القلوب، وأنهم غير آبهين بأحد، فاتقوا الله يا عباد الله وغاروا لدينكم.