الفتوى الواجب إصدارها في شئون الصراعات

Q لماذا لم يصدر منكم توجيه حازم تجاه أعمال الجماعات الإسلامية المنسوبة من اغتيال وتفجير، من حيث الحلال والحرام في مصر؟

صلى الله عليه وسلم الواقع الآن ليست المسألة مسألة فتوى، الآن المسألة تتطلب أن تقال كلمة الحق في مجمل الواقع الذي حدا بهم، واضطر كثيراً منهم إلى ما وصلوا إليه، ونحن يصعب أن نحكم على ردة الفعل، ونتجاهل الفعل، نحن نقول: إن ما يحدث الآن في مصر، أو الجزائر، أو غيرها، هو أثر يسير لمخالفة هدي الله عز وجل والله تعالى، يقول: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:14] .

وأنا أحلف بالله العظيم، الواحد، الأحد، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، أن كل مجتمع يعرض عن شريعة الله تعالى، ويعرض عن التحاكم إليها، ويحكم غير هذه الشريعة، ويحارب الله تعالى ويحارب رسله، أنه سوف يتعرض لأقسى وأشد وأغلظ وأعظم من تلك الزعازع والقلاقل والفتن التي تعيشها الشعوب الإسلامية، سوف يتعرض لأشد من ذلك كله إذا لم يراجع تصرفاته ويصححها، ويخاف الله عز وجل ويتقي الله، ويأتمر بأمر الله، وينتهي عن نهيه.

فالقضية لا تتعلق بفتوى تصدر إلى هؤلاء، إنما القضية أوسع من ذلك، لا بد أن تصدر فتوى عن حكم التقنين والعمل بالقانون، ولا بد أن تصدر فتوى عن حكم موالاة الكفار والإلقاء إليهم بالمودة، ولا بد أن تصدر فتوى عن حكم تجنيد الإعلام لحرب الإسلام، ولا بد أن تصدر فتوى عن حكم استقدام الدعارة والفجور باسم السياحة، وباسم الفن، وباسم غير ذلك من الأشياء، ولا بد أن تصدر فتوى باسم تمكين اليهود، ومساعدتهم وتطبيع العلاقات معهم باسم السلام، ولا بد أن تصدر فتوى باسم التمكين للنصارى من الدعوة إلى دينهم، وإغراء المسلمين بالخروج عن الدين والدخول في النصرانية، وإيقاع البنات المسلمات في فكاك وشراك النصارى الذين ينظمون شبكات دعارة يورطون بنات المسلمين فيها، ويجرونهن إليها جراً، ولا بد أن تصدر فتوى بالظلم الواقع على المسلمين في كل مكان، ولا بد، ولا بد، ثم تصدر بعد ذلك فتوى في حكم ما يجري! أما أن تكون الفتوى مجيرة إلى فئة خاصة هي الفئة التي تريد السلطات الرسمية أن تصدر عنها فتوى، فأنا أرى أن يربأ طالب العلم بنفسه عن ذلك.

وقد تحدثت عن هذا الموضوع كثيراً، وكان آخر ذلك (السهام الأخيرة) التي هي ضمن الدروس العلمية، كما تحدثت عنه في محاضرة (حقيقة التطرف) وكانت في جدة، وفي محاضرة (نثار الأخبار) ؟ أيضاً ضمن الدروس العلمية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015