السؤال يقول: ما يروجه بعض المنافقين عن شباب الصحوة من صورة غير حقيقية، تعرضهم للنقل عن وظائفهم مثل ما حدث في هذه المنطقة من نقل بعض الشباب إلى مناطق أخرى، فهل هناك توجيه لمن ينقل مثل هذه الادعاءات؟
صلى الله عليه وسلم أنا أخاطب رجال الأمن في هذا الأمر؛ لأن لهم دوراً كبيراً عظيماً، وهذا التقارير الأمنية التي تكتب عن زيد وعبيد هي التي يبنى عليها في كثير من الأحيان قرارات بسجن أو مضايقة أو نقل أو إيقاف أو ما أشبه ذلك.
فأنا أدعو الإخوة من رجال الأمن إلى أن يتقوا الله تعالى، وأن يعلموا أنهم هم جزء من أبناء هذه البلاد، وقد ولاهم الله تعالى مثل هذه المسئولية العظيمة الخطيرة، فليعلم الواحد منهم أن كل ما يخطه بقلمه، أو يقوله بلسانه، أو يسجله بجهازه أنه مسئول عنه بين يدي الله عز وجل: {يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88-89] .
وأن من تخاطبهم من رؤساء ومسئولين لن يغنوا عنك من الله شيئاً، وأنهم لن ينفعوك ولن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عز وجل لك أو عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
فعليك أن تتحرى الحق، وأن تراقب الله تعالى، وأن تبتعد عن أن تكتب ما يضر مسلماً أو يسيء إليه، ولا تغتر بأنه عدو لك أو خصم، أو أن ذلك قد يرفعك في وظيفتك أو رتبتك، أو أنه قد يجعل مسئولك يرضى عنك، فإنه قد يرضى عنك، ولكن قد يسخط الله عليك من فوق سبع سماوات، وقد يكون سخط الله عز وجل عليك سبباً في كره زوجتك لك، أو عقوق أولادك، أو قلة أموالك، أو عدم توفيقك في أمورك، أو مرض في بدنك، أو ما أشبه ذلك مما لا توفق فيه.
وكيف تسجد لله وتركع بين يديه، وتقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي العظيم، سبحانك اللهم وبحمدك، إياك نعبد وإياك نستعين كيف تفعل ذلك وأنت تعلم أنك قد تكون يوماً من الأيام حاربت مسلماً أو ولياً من أولياء الله؟! لا يا أخي أنت حاربت الله، يقول الله عز وجل في الحديث القدسي: {من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب} أي أعلمته بأني محاربٌ له.
فكيف يكون حالك وأنت ضعيف فقير، إذا كان ربك مؤذناً لك بالحرب؟! كيف تقول له: إياك نعبد وإياك نستعين، وأنت تعلم أنك تحاربه بتقارير تكتبها، أو أقوال تنقلها، أو شبهات، أو ظنون؟! أنت تقول: أظن الأمر كذا، لكن مسئولك يكتب الأمر على أنه حقيقة، والذي فوقه حتى يرفع على أنه تقرير على أعلى المستويات، وكانت بدايته تلك البداية الضعيفة التي لا تعدو أن تكون ظناً أو انتقاماً من شخص بينك وبينه خصومة، أو تحقيقاً لهوى في نفسك.
فأنا أدعو الإخوة من رجال الأمن إلى أن يراقبوا الله عز وجل ويتقوه، ويبتعدوا عن الحرام، وأن يدركوا أن قرشاً يدخل جيوبهم من غير حلال يحبط كثيراً من أموالهم، ويكون سبباً في تلفها: {وكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به} .
وأنا أعلم أن من بينهم كثيراً ممن يراقبون الله عز وجل، ويخافونه، ويحبون الخير، ويصلون مع المسلمين، ولكنهم كمؤمن آل فرعون، مضطهد لا يستطيع أن يبطل باطلاً ولا أن يقول حقاً، لكن {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16] .
ووالله لا يجوز لأحد أن يضر مسلماً حتى ولو أبعد عن وظيفته، أو أقصي عن عمله، أو أخرت علاوته أو ترفيعه.
إذا لم تقل الحق فعلى أقل تقدير لا تقل الباطل، واعلم أن دعوات المسلمين في آناء الليل وأطراف النهار وفي أدبار الصلوات، اعلم أن دعواتهم على من تسبب في أذى مسلم، أو آذى مسلماً، أن جزءاً منها ينصرف إليك إن كنت ممن آذى، أما إن كنت بعيداً عن ذلك بريئاً، يؤذيك أن يصاب مسلم، وتفرح لعز الدين فأنت -إن شاء الله- على خير {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16] .
على كل حال نترك بقية الأسئلة، لعل الله يتيح لها فرصة، وإلا فهي كلها أسئلة جيدة تدل حقيقة على مستوى جيد للإخوة الحضور، أسأل الله تعالى أن يجزيهم خيراً، وألا يخيب مسعاهم، وألا يقوموا من اجتماعهم هذا إلا وقد غفرت لهم ذنوبهم، وحطت عنهم خطاياهم، ورفعت درجاتهم.
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا أن يغفر لنا أجمعين، وأن يهب المسيئين منا للمحسنين، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى.
أسأل الله أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان، اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان، اللهم من أراد الإسلام بسوء فأشغله بنفسه، اللهم من أراد الإسلام بسوء فأشغله بنفسه، اللهم فك أسر إخواننا المضطهدين المأسورين في كل مكان، اللهم فك أسر إخواننا في مصر، اللهم فك أسرهم في الجزائر، اللهم فك أسرهم في كل مكان، اللهم انصر إخواننا في البوسنة، اللهم انصر إخواننا في فلسطين، اللهم انصر إخواننا في مصر والجزائر يا رب العالمين، اللهم انصر إخواننا في طاجكستان.
اللهم انصر إخواننا فوق كل أرض وتحت كل سماء، يا ناصر المستضعفين اللهم بيت أعداء الدين، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم أقر أعيننا بهلاكهم يا حي يا قيوم، اللهم صب عليهم البلاء صباً يا رب العالمين، اللهم فك أسر أخينا الشيخ إبراهيم الدبيان، اللهم فك أسره يا حي يا قيوم، اللهم فك أسره يا حي يا قيوم، اللهم فك أسر إخواننا المأسورين المسجونين في بلاد الجوف يا رب العالمين، اللهم من أرادهم بسوء فأشغله بنفسه، اللهم من آذاهم فسلط عليه العذاب، اللهم إن أردت هدايته فعجل له بالهداية، وإن سبق في علمك أنه لا يهتدي فعجل له بالعقاب والعذاب يا رب العالمين، حتى يكون عبرة لغيره، إنك على كل شيء قدير.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.