منع العامل من جلب زوجه

ومن صور الظلم منعهم من جلب زوجاتهم، فإنهم بشر مثلنا يحتاجون إلى هذه الأشياء، وقد يأتي الرجل منهم دون زوجته، أو تأتي المرأة دون زوجها، وأحياناً في جوٍ من الإثارة، فهو بائع في دكان -مثلاً- تتردد عليه النساء كاسيات عاريات في أحيان كثيرة، وقد يُغرى بما لا يحل، أو قد يكون هذا الرجل سائقاً، وربما يكون صاحب العمل متساهلاً مفرطاً يجعل أهل البيت نساءه وبناته يركبن مع هذا السائق هنا وهناك، وقد يكون العامل امرأةً في المنزل ترى في البيت أشياء كثيرة تثيرها وتحركها، وهؤلاء وأولئك لا يجدون الدافع الإيماني القوي الذي يحميهم ويردعهم، ولا يجدون التربية، ولا يجدون المراقبة -أيضاً- فيقع من جراء ذلك اتصالات كثيرة بين العمال وبين النساء العاملات في البيوت، ويقع من جراء ذلك معاصي ومفاسد ومنكرات وفواحش، يتقع بسبب ذلك أمور لا تحمد عقباها.

ولو أن هؤلاء رشد استخدامهم أصلاً بحيث لا يستخدم أحد إلا وفق شروط ومعايير قوية وواضحة؛ واقتصرنا على الأقل على نصف هذا العدد، ثم أذنا لهم أن يستقدموا نساءهم لعملوا في جو آمن مريح هادئ، وضمنا بإذن الله تعالى تقلص نسب الفساد، شريطة أن تكون القادمة معه زوجته فعلاً، وليست -مثلاً- خدعة كما يرتكب في أحيان كثيرة، أنه قد يأتي بامرأة على أنها زوجته ويتبين بعد ذلك أنه لا علاقة له بها ألبتة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015