الدعوة داخل الجيش الأمريكي

المجلس الإسلامي الأمريكي: هذا مجلس في مجال دعوة المجندين، وقبل دقائق سلمني أحد الإخوة رقعة أو قصاصة من جريدة المسلمون تتكلم عن المسلمين الموجودين داخل الجيش الأمريكي، وأعتقد أنه قال: إن عدد المسلمين هناك حوالي ثمانية آلاف مسلم في الجيش الأمريكي، لكنهم -كما يقول المقال- بلا مفتٍ، وبدون رتب كبيرة، وبلا تأثير، هذا في العدد (421) لكن الكلام الذي سوف أقوله مختلف بعض الشيء، فقد وصلني تقرير يقول: إن هذا المجلس الإسلامي الأمريكي المسئول عن الدعوة بين المجندين الأمريكان، يديره شخص يتبعه مجموع من الأفراد وهم قليلون على كل حال، لكن الغريب أن هذا المجلس كُون من قبل وزارة الدفاع الأمريكية وبرضاهم وموافقتهم.

أي دولة عربية أو إسلامية تجعل هناك جهة مسئولة عن التوعية والإرشاد الديني والإسلامي في صفوف جيوشها وشعوبها، ويوجد في هذه البلاد بوادر ومكاتب مسئولة عن ذلك، نسأل الله تعالى أن يمنحهم القوة والفرصة لممارسة دورهم وجهدهم.

أما في كثير من الجيوش الإسلامية فإن مجرد وجود كتاب إسلامي، أو محاضرة يعتبر أمراً خطيراً، لكن المهم أن وزارة الدفاع الأمريكية أوجدت ما يمكن أن نسميه مكتباً للتوعية الدينية خاص بالمسلمين، وأعطته صلاحيات واسعة، فنظمت لهم رحلة حج، وقام معهم ذلك المسئول، ومنحت ذلك المسئول رتبة عليا -جنرالاً في الجيش الأمريكي- وأعطته فرصة وإمكانية أن يدخل إلى جميع القواعد العسكرية الأمريكية -بحرية أو جوية أو برية- ويتفقد أحوال المسلمين هناك، وينظم جداول لزيارتهم ومحاضرات ودروساً تلقى لهم، وكتباً وأشرطة توزع عليهم، وجعلت هناك تعميماً على جميع مؤسساتها للمواصفات المطلوبة، ما هو الطعام الذي يقدم للجندي أو الضابط المسلم؟ وما هو الشراب الذي يقدم له؟ وما هي الأعياد التي يسمح له بالاحتفال بها؟ من أجل مراعاة المسلمين ومنح الحرية لهم حتى داخل الجيش الأمريكي.

وفي ذلك المقال الذي تلوته عليكم قبل قليل صورة لمجموعة من المسلمين وهم يؤدون الصلاة هناك، فضلاً عن تكوين بعض المواد الإعلامية من أفلام وأشرطة للتثقيف والتدريب والتعريف بدين الإسلام، وحرية دعوة غير المسلمين إليه أيضاً، وكذلك دفن الموتى على الطريقة الشرعية، بالإضافة إلى هذا كله فقد سمحت وزارة الدفاع الأمريكية، بأن يعلن هذا المجلس عن نفسه في جميع المطبوعات والمجلات والصحف التي تصدرها وزارة الدفاع.

إذاً: أمامنا فرص لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام لو كنا جادين وصادقين، وقد تكون هذه الفرص -أحياناً مع الأسف- أعظم وأكبر من الفرص الموجودة في بعض الدول العربية والإسلامية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015