الرؤيا الصالحة: فسرها النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم: {الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترُى له} وهي من المبشرات؛ ففيها بشارة وخير ووعد حسن لهذا المؤمن، وقد جاء في القرآن الكريم ما يدل عليها، قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس:62-64] .
روى الإمام مالك في موطئه بسند صحيح عن عروة بن الزبير رضي الله عنه أنه فسر قوله تعالى: (لهم البشرى) بالرؤيا الصالحة، فقال: البشرى هي الرؤيا الصالحة، وذلك أخذاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم: {إلا المبشرات} ولا شك أن تفسير عروة مما يصدق عليه أنه من التفسير بالمثال، فليس مقصوده رضي الله عنه أن البشرى هي الرؤيا الصالحة، كلا! فإن من المعلوم قطعاً أن الرؤيا الصالحة لا تكون في الآخرة إنما تكون في الدنيا، وأما الآخرة فليس فيها نوم كما قال عليه الصلاة والسلام: {النوم أخو الموت} وأهل الجنة لا ينامون، وكذلك أهل النار.
فالبشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة أعم من الرؤيا الصالحة، لكن الرؤيا الصالحة مثال يفسر البشرى، وإلا فالبشرى أعم من ذلك وأوسع.