Q يسأل عن الدخان عن حرمته وعن كراهيته، كما يقول: إنني آكل حبوب منشطة للمذاكرة وهي ليست مخدرة، فما حكم ذلك؟
صلى الله عليه وسلم بالنسبة لحكم المخدرات فمعروف ذلك، وعندكم جهود التوعية في شأنها وخطرها، وهي -كما قلت-: ضمن حملة عالمية لتدمير هذه الأمة، وقد اكتشفت خططاً لتدمير هذه البلاد بالذات، بإيصال المخدرات والحشيش إليها، لأنهم يدركون أنها هي الخطر الأكبر الذي لا يزال يهددهم، فما دام أن هناك شعباً واعياً ومدركاً وعاقلاً، فالخطر قائم، فيجب أن يكون عندنا وعي، وأنا لا أشك أن يكون الشباب في مثل عقلكم وسنكم وتفكيركم بعيدين عن هذه الأمور، لأن غالب من يقع في ضحية المخدرات إنسان فاشل في حياته.
فعليكم أن تدركوا أنه لا يكفي أن تكونوا أنتم بعيدين عن هذه الأمور، بل لابد أن تؤدوا رسالتكم إلى المجتمع لتحذير من تعرفون من حولكم، من إخوة وأقارب وجيران، وغيرهم من مثل هذه الأمور، وتحذير أهلهم من الغفلة عنهم.
والتدخين أيضاً لا يجوز، ولا شك في تحريمه، لأنه ثبت طبياً ضرره، وكل ما ثبت ضرره فهو محرم، وضرر التدخين معروف لديكم ضمن جهود التوعية؛ سواء ضرره الصحي والاقتصادي، أو الأضرار الاجتماعية، وقد نشر في إحدى الصحف -أظنها اليمامة- إحصائية مذهلة تعتبر مصيبة كبرى، عندما يتكلم عن المبلغ الذي هو قيمة استيراد المملكة للسيارات، وقيمة استيرادها من السجاير، فتصور أنه قد يقول لك: وأنا لا أحفظ الرقم تماماً إن استيراد المملكة من السيارات مليار أو مثل هذا، وعندما يذكر لك قضية السجاير تجدها ضعفها وأكثر منها.
فهذه كارثة اقتصادية على الأمة، فالناحية الاقتصادية ضررها ظاهر، والناحية الصحية أيضاً ضررها ظاهر، وقبل هذا وبعده التدخين ليس من الطيبات التي يفرح الإنسان بها، ويحمد الله عليها، بل هي من الخبائث، سواء في أثرها أو في رائحتها أو في مواصفاتها، فهي محرمة ولا يجور للإنسان أن يتعاطى هذه السجاير، وإذا ابتلي بها فيحرص قدر المستطاع على التخلص منها ولو بالتدريج، ومع ذلك عليه أن يحرص على الإسرار بذلك، وأن لا يُعرف عنه.
وأنا أعجب -أيها الإخوة- هناك شخص لي معه اتصال دائم، وأراه بشكل دائم، ومكثت معه سنوات، فما علمت أنه يدخن، ولا توقعت ذلك ولا خطر في بالي، حتى أخبرني أحد أقربائه، فهذا يدل على رجولة عند هذا الإنسان وخير وصلاح، أنه ما دام قد بلي بهذا الأمر، وما استطاع التخلص منه فلا يخبر به، يتحفظ بحيث لا أحد يعلم عنه هذا، ولا يشم عنه رائحة ولا تأثيراً ولا شيئاً يدل على ذلك.
أما مسألة الحبوب المنشطة للمذاكرة، فأنا أعتقد أنه ما من حبوب منشطة إلا ولها تأثير سلبي، والوضع الطبيعي أن الإنسان يظل يذاكر ما دام يحس بنشاط، فإذا شعر بالتعب فعليه أن ينام، ثم يواصل نشاطه من جديد بشكل طبيعي، أما هذه الحبوب المنشطة فمن المعروف طبياً يقيناً؛ أنه ما من نوع من أنواع هذه الحبوب إلا وله مضاعفات وسلبيات على الإنسان، أقلها أن يعتاد الجسم عليها، ويصبح لا يحتفظ بنشاطه بدون هذه الحبوب.