الخوف من الله

أول علاج: الخوف من الله قال الله: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [النازعات:40] نعم! الإنسان عنده غريزة، لكن وعنده قرآن، ودين، وسنة، يفترض أنها تحرك قلبه للخوف من الله تعالى، والخوف من الله هو أهم حاجز، أما قضية هذا ابن أسرة، وهذا من عائلة فهذا كلام فارغ، حتى الخوف من الفضيحة -الذي تكلمت عنه -قد يردع الإنسان وقد لا يردعه غالباً، لأن الإنسان إذا تحركت شهوته وتأججت؛ ألغى عقله وأغلق التفكير، وانطلق وراء الغريزة ووراء الشهوة، لكن الخوف من الله هو الرادع والحاجز.

يوسف نبي الله عليه الصلاة والسلام شاب في قوة الشباب، وحيويته، وتوقده، فعنده مثل ما عند غيره، بل أقوى، لأن الأنبياء أشد من غيرهم في هذا الجانب، والرسول عليه الصلاة والسلام نفسه أعطي قوة ثلاثين رجلاً في الشهوة، بل ورد أنهم ثلاثون رجلاً من أهل الجنة، فيوسف عنده هذا الجانب، وهو قوي أيضاً، هذه ناحية.

الناحية الأخرى: أنه كان في بلد غريب؛ لأنهم ذهبوا به -كما تعرفون- إلى مصر، وهو في الأصل من فلسطين، فالبلد غريب وهو غير معروف، لا يعرفه أحد في البلد.

الناحية الثالثة: أنه؟ في أي مكان؟ في بلد الملك نفسه رئيس الوزراء، والتي تعرض نفسها عليه هي زوجة العزيز نفسه، وتتجمل له، وفي قصر سيدها وزوجها، وتتجمل وتغلق الأبواب وتقول: هيت لك، وفي بعض القراءات قالت: (هئت لك) أي: تهيأت لك فتعال كل الطرق مفتوحة وليس هناك رادع، امرأة جميلة، ومعروف أنه لن يتزوج العزيز إلا امرأة من أجمل النساء، وفي قصر الحكم، وهذه تعتبر سيدة له، أي أنها تأمره، وإذا رفض فإنها قد تعاقبه، حتى القتل قد تقتله، فها هي قد سجنته وتسببت في سجنه بضع سنين، واحتمال الفضيحة غير وارد إلا ما شاء الله، وبلد غريب، وهو شاب، فما هو الذي حال بينه وبين هذا؟ معاذ الله! قال الله: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ * وَاسْتَبَقَا الْبَابَ} [يوسف:24-25] فهو يهرب منها وهي تلحقه وتركض إليه وتجره.

إذاً قضية الخوف، والتقوى هي الرادع الأول والأكبر من الوقوع في مثل هذه الأمور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015