من أوصاف المنحرفين

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وليس من قبيل المجاملة أو سلوك الطرق التقليدية في بداية الحديث؛ أن أقول لكم: إنني مسرور بالاستماع إليكم، ومسرور بمشاهدة وجوهكم المشرقة النيرة، وإن هذا شعور يلاقينا كلما رأينا ثلة من شباب هذه الأمة، نقرأ في وجوههم -إن شاء الله- حب الخير والتطلع إليه، والبحث عن الطريق المستقيم.

وأنا ألحظ في وجوهكم، وفي عيونكم ونظراتكم، وفي صمتكم الدال على الرغبة في الخير والبحث عنه، وتلمس الطريق المستقيم، أقرأ من وراء ذلك خيراً كثيراً، لا أقول هذا مجاملة في بداية الحديث، ولكني أقوله تعبيراً عن شعور في قلبي.

أيضاً أشكر أخي سعادة الأستاذ صالح التويجري مدير المعهد، والإخوة الأساتذة الذين كانوا -بعد الله تعالى- وراء هذا النجاح الكبير الذي يحظى به المعهد بتوفيق الله، سواء على المستوى الأخلاقي والديني، وهذا بالدرجة الأولى، أو على المستوى العلمي والفني، وهذا مطلب مهم باعتباره من أهم أو هو أهم أهداف إنشاء هذا المعهد.

وهم -أيضاً- كانوا وراء حضوري إلى هذا المكان، فقد كان لحرصهم -جزاهم الله خيراً- ورغبتهم، السبب في مجيئي إليكم وحديثي معكم.

أحبتي الشباب! قبل أن أدخل في الموضوع الذي حددت أن أتكلم معكم فيه، أقول: لفت نظري في قراءة الأخ للآيات وصفان ذكرهما الله تعالى في وصف المنحرفين عن الصراط، فهو سماهم مرة بالكافرين، فقال: {َ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الزمر:59] وسماهم مرة أخرى بالمتكبرين، فقال: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر:60] وهذا فعلاً ملفت للنظر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015