قصيدة عن البوسنة والهرسك

والأستاذ عبد الرحمن بارود صور مأساة المسلمين في سراييفو في هذه القصيدة الجميلة التي أقرأ شيئاً منها: أبحرت في الجماجم البشناق والسكارى من سكرهم ما أفاقوا آه يا مسلمون متم قروناً والمحاق الأعمى يليه محاق أي شيء في عالم الغاب أنتم آدميون أم نعاج تساق نحن لحمٌ للوحش والطير منا الجثث الحمر والدم الدفاق قد هوينا لمَّا هوت وأعدوا وأعدوا من الردى ترياق يعني لما تركنا قوله عز وجل: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال:60] وأقول: نعم، وأيضاً لما تخلينا عن ديننا وتمزق شملنا.

واقتلعنا الإيمان فاسودت الدنيا علينا واسودت الأعماق وإذا الجذر مات في باطن الأرض تموت الأغصان والأوراق سراييفو تباد والعالم المجنون لغوٌ وخسة ونفاق فيمَ هذا الحطام والقصف الذبح وبقر البطون والإحراق نطقت بالشهادتين وهذا عندهم جرمها الذي لا يطاق تركوها وحولها من نمور الصرب طوقٌ من خلفه أطواق كل حين تلمُ لحم بنيها ذي يد تلك طفلة تلك ساق نضب الماء والدواء وجرحاها ألوفٌ وفي الجحور اختناق فتحت فوقها جحيم تدك الأرض حمراء مالها إغلاق ومئات القرى حطامٌ وأما عن بيوت الرحمن فهي انسحاق وعلى المحصنات تبكي البواكي يا لعرض الإسلام كيف يراق ليت شعري يا بحر هل أنت بحرٌ أم سراب على الفلا رقراق سراييفو من دولة المجد عثمان أبوها والفاتح العملاق سراييفو من قلب مكة بالتوحيد يعلو لواؤها الخفاق ملكٌ كالحمائم البيض حبٌ وسلامٌ ورحمة وانطلاق هاهي الآن ساعة الذبح قد خارت قواها وزاغت الأحداق وإذا حزت السيوف الحلاقيم فلا ينفع الذبيح النعاق قدمتها الصلبان للصرب قرباناً وللصرب كلهم عشاق يا قطيعاً من ألف مليون رأسٍ صار نهباً يجري عليه السباق أيها اللحم في نيوب الضواري صهوات العز السيوف العتاق أنت يا بطرس بن بطرس غالي بسياط الحقد الدفين تساق لا يزال الصليب يحجب عينيك ونجم الكنيسة البراق بيدي بطرس ٍ وتبت يداه علقت في المشانق الأعناق لو فعلنا بالصرب ما فعلوه لرأينا الذي رآه العراق قد حفظنا للمرة الألف عنكم عالم الغاب ما له ميثاق سل عن العدل جدك الولد القبطي لما جرى بمصر السباق قد حملنا قرآننا فأضاءت ألف عامٍ مضت وسبع طباق وأعادٍ من جلدتي طعنوني ولهم بين أضلعي أنفاق كم عدو من جلدتي باع لحمي وله من دمي الذكي اغتباق أين أنتم يا من رقصتم لتيتو يوم كان الهوى وكان العناق جرعتنا الأصنام سماً زعافا والطبول الجوفاء والأبواق يا عبيد العبيد منذ أتيتم طفحت بالنخاسة الأسواق يا شباباً من عالم الغيب جاءوا كالغيوث ارتوت بها الآفاق طلعوا من جذور بدرٍ بدوراً قد سقاها من نوره الخلاق بسيوفٍ مخبوءة في الشرايين لها من لظى البروق ائتلاق فارتقبهم فرسان فتحٍ جديد وأمام الخيول طار البراق أخرجوا من محارق الكفر أنقى جوهراً ليس في الصفوف اختراق داركم فوق والعرائس حورٌ ودماء الشهيد نعم الصداق هذه أيضاً قصيدة سلمني إياها بعض الإخوة وهي للشاعر عبد الرحمن العشماوي مطلعها: نناديكم وقد كثر النحيب نناديكم ولكن من يجيب تعثرت الخطى حتى رأينا خطانا لا تهش لها الدروب وقد نشرت في المجلة العربية في العدد الأخير، ولضيق الوقت أعتذر عن قراءتها، وأنتقل إلى النقطة الثانية وهي الكلام عن بعض الموضوعات الجديدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015