أولاً: يتجه كثير من الشباب الصالحين في مطلع الإجازة إلى زيارة المسلمين في بلادٍ شتى كجمهوريات الاتحاد السوفيتي، أو المسلمين في يوغسلافيا، أو غيرها من البلاد سواء بجهود شخصية، أو عن طريق بعض الجامعات، أو عن طريق هيئة الإغاثة، أو عن طريق غيرها، وبكل حال فإن هذا أمرٌ طيب ومواصلة المسلمين هناك أمر مطلوب، ودعوتهم إلى الله عز وجل ونشر العلم الصحيح هي من أهم المهمات.
إننا نجد -أيها الإخوة- أن من أصحاب الاتجاهات المنحرفة من الصوفية والرافضة وغيرهم يبذلون جهوداً كبيرة لتغيير عقول المسلمين هناك، وقد وقفت من ذلك على شيء كثير مما كتبوا وصنفوا وألفوا وسجَّلوا، فقيام أهل السنة والجماعة، وأصحاب الاتجاهات الصحيحة بزيارة إخوانهم هناك، ودعوتهم إلى الله عز وجل، ومساعدتهم هو من منافسة أهل الشر بالخير، ومقاومة الباطل والضلال بالهدى والقرآن الذي أنزله الله تعالى هدى للناس وبينات، وواجب على الأمة المسلمة، وواجب على القادرين من الشباب وغيرهم، لكن ينبغي أن يراعى في هذا أمور: أن الإنسان يذهب إلى بلاد لا يعرفها فهو يحتاج إلى أن يكون عنده وعيٌ ويقظة وخوف يمنعه من الوقوع في الحرام، فلا يذهب بمفرده، ولا يذهب إلا من يعلم من نفسه يقيناً وقوةً وصبراً وثباتاً في مواجهة الفتن ومواجهة المغريات والشهوات.
كذلك ينبغي أن يعرف أنه يذهب إلى بلاد يكثر فيها النصب والاحتيال والتستر، فلا ينبغي أن يذهب الإنسان وهو طيب القلب سليم الطوية ومعه مالٌ جمعه من المسلمين فيعطيه لأي إنسان يحسن به الظن، بل ينبغي أن يستفيد من خبرة من سبقوه إلى هناك، وألا يقع في بعض الشباك والفخاخ التي تنصب لكثير ممن يأتون إلى كثير من البلاد الإسلامية.
أمر ثالث: إنه ينبغي أن يحدد الإنسان ما هو الهدف الذي يذهب من أجله، هل هو يذهب من أجل الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وتعليم الكتاب والسنة، أم يذهب إلى إغاثة محتاجين وملهوفين ومشردين، أم يذهب للاستطلاع ومعرفة الأوضاع هناك، فلابد أن يحدد الهدف الذي من أجله ذهب حتى لا تذهب به الرياح يمنةً ويسرة.