صحيح أن الأوضاع في الصومال قد تحسنت عن ذي قبل، وخاصة في العاصمة مقديشو، وفي بعض المناطق في جمهورية أرض الصومال فهناك تحسن كبير، ولكن لا يزال هناك مناطق في أواسط الصومال ما وصلتها الإغاثة بعد، ولا يزال هناك منظمات إغاثية إسلامية كثيرة، بأمس الحاجة إلى العون والدعم، خاصة وهي تواجه حرباً من القوات الأمريكية ومن قوات الأمم المتحدة ومن المنظمات التنصيرية الغربية، الذين بدءوا يضغطون على جميع المنظمات الإسلامية، ويعبرون عنها بأنها منظمات أصولية وأنه ينبغي حصارها، وأن أي إنسان يريد أن يعمل عليه أن يعمل من خلال الأمم المتحدة ومنظماتها، فهم بأمس الحاجة إلى دعمكم.
إن هناك مطابخ ومراكز توزيع، وإغاثة ومساعدة في طول الصومال وعرضها إسلامية، توشك أن تتوقف بسبب قلة الدعم أو توقفه من المسلمين.
إن من الأهداف التي سعى إليها الإعلام العالمي، أن أشعر المسلمين بأن الأوضاع في الصومال قد تحسنت، وأن الأمور على ما يرام، ولذلك فهذا من مكاسب التدخل الغربي، هكذا صوروا للناس كذباً وزوراً، ثم اطمأنت قلوب المسلمين، وظنوا أن إخوانهم في الصومال قد استغنوا عنهم، وهنا كاد المجال أن يخلو للمنظمات النصرانية الغربية.
فيا أهل الصيام والقيام! ويا من ترجون لقاء الله تعالى والدار الآخرة! ويا من تعلمون أنكم موقوفون بين يدي الله تعالى ومحاسبون، وبأعمالكم مجزيون! ويا من تحملون قلوباً يثيرها هم المسلمين في كل مكان وصدوراً تحزن لحزن أهل لا إله إلا الله! يا أهل التوحيد! كما جدتم وساعدتم إخوانكم في البوسنة والهرسك، فإني أدعوكم هذه الليلة إلى أن تصدقوا لله تعالى، وتروا الله تعالى من أنفسكم خيراً، وأن تبذلوا كل ما تستطيعون لإخوانكم المسلمين في الصومال، واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله تعالى إلا أجرت عليها، وأن الله جل وعلا وهو لا يخلف الميعاد يقول: {يا ابن آدم أَنَفقْ أُنفِقْ عليك} فإذا كان ربك، وأنت تؤمن به وتصدق بوعده يقول لك: أنفق أنفق عليك، ماذا تريد أكثر من هذا؟ سوف تكسب الأجر والغنيمة والسعادة والبر والمغفرة بإذن الله عز وجل، ومع ذلك كله لن ينقص من مالك شيء، وفي الصحيح: {ما نقصت صدقة من مال} وأنت خبير بقصة صاحب الحديقة، التي جاء فيها: اسقِ حديقة فلان، اسقِ حديقة فلان.
فاصدق الله تعالى يصدقك، وقدم لنفسك وقدم لآخرتك وسارع، ولعل الله تعالى في هذه الساعة المباركة أن ينزل علينا -نحن الحاضرين- من بركاته ما يرحمنا به إنه على كل شيء قدير.
اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، اللهم أصلح فساد قلوبنا، اللهم تقبل منا، اللهم استر علينا، اللهم ارفع درجاتنا، اللهم وفقنا لما تحب وترضى، اللهم اجمع شمل المسلمين، اللهم وحد كلمتهم اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم حرك الإيمان في قلوبهم اللهم اجعلهم يتناصرون بأخوة الإيمان يا رحيم يا رحمن، اللهم احم المسلمين من شر النصارى واليهود وسائر أعداء الدين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، اللهم وفقنا يا حي يا قيوم.
ثم إني أدعو -أيها الإخوة- الإخوة الشباب أن يقوموا بجمع التبرعات من الحضور المصلين، أما بالنسبة للأخوات، فإني أدعوهن إلى مزيد من البذل والصدقة، فإن المرأة ينبغي أن تتصدق وتعلم أن هذه الصدقة سعة في رزقها، وعافية في بدنها، وصلاح في أولادها وصحة لها وصلاح لزوجها، وزوال للمشكلات التي تعانيها، وقيل ذلك كله هي قربة لربها، ترجو ثوابها وأجرها وذخرها يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.
هناك أبياتٌ أيها الإخوة من الشعر ننشدها فنقول: أنا عالميٌّ ليس لي أرض أسميها بلادي وطني هنا أو قل هنالك حيث يبعثها المنادي أو نقول: مسلمون مسلمون مسلمون حيث كان الحق والعدل نكون يا أخي في الشرق أو في المغرب أنا منك أنت مني أنت بي لا تسل عن عنصري أو نسبي إنه الإسلام أمي وأبي لكن المحك الحقيقي: هو أن نحول هذه الشعارات إلى برنامج عملي نطبقه، فنعيش مع إخواننا بقلوبنا وحياتنا، وألسنتنا، ودعواتنا، وأموالنا، وبكل إمكاناتنا.