وفي صفحة [302] ذكر الحارث بن كَلَده وهو طبيب العرب كما هو معروف فقال: " يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عاد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بمكة فقال: {ادعو له طبيبا، ً فدعي الحارث بن كَلَده، فنظر إليه فقال: ليس عليه بأس، فاتخذوا له فريقةً -وهي الحلبة- مع تمر عجوة رطب يطبخان فيحساهما -يعني: يشربهما- ففعل ذلك فبرئ} .
قال في التعليق: الحارث بن كَلَده ثقفي من الطائف عاش في الجاهلية والإسلام، ورحل إلى بلاد فارس، وأخذ الطب من أهلها ترجمه الحافظ في الإصابة.
ونقل عن ابن أبي حاتم أنه لا يصح إسلامه، وأخرج أبو داود بسند صحيح عن سعد قال: {مرضت مرضاً أتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي، فقال: إنك رجل مفؤود، ائت الحارث بن كَلَده أخا ثقيف، فإنه رجل يتطبب} .