Q ذكرت أن الناس سواسية عند الله وأن أكرمهم عند الله أتقاهم، وهناك ميزة سيئة في هذه الجزيرة وهي التفاخر بالأنساب.
وهناك من لا يقبل تزويج الرجل حتى إذا كان ذا دين أو عالم إذا كان أقل منهم نسباً، فأرجو نصح المسلمين في ذلك؟
صلى الله عليه وسلم في الواقع هذه القضايا التي نخصص لها محاضرة.
لكن بشكل عام أحذر أهل الجزيرة من أمور: أولها: أن لا يغتروا بهذا الكلام ويعتقدوا أن مؤدى هذا الكلام أن نضع خدودنا على أيدينا وأن لا نعمل شيئاً، فإن الله عزوجل -كما ذكرت في ثنايا المحاضرة- لم يخصص شخصاً أو بقعة لذاتها فقط؛ إلا بالعمل الصالح، فمن كان من أهل العمل الصالح فهو من أقرب الناس إلى الله عز وجل، وأولى الناس بالإسلام، ولو كان في أقصى بلاد الدنيا، ومن كان كافراً أو فاجراً أو منافقاً؛ فإنه أبعد الناس عن الله، وأقرب الناس إلى سخطه وعقوبته ولو كان في جوف الكعبة، فلا نغتر بهذا الأمر.
أمر ثانٍ: لا نغتر بالكلام الذي ندندن حوله كثيراً حين نقول: نحن أفضل من غيرنا، وبلادنا أحسن من غيرها، والمرأة لا تزال عندنا محجبة، والاختلاط غير موجود.
لا تنظر إلى الوراء، بل يجب أن ننظر إلى الخطوات والمخططات التي تحاك ضد هذه البلاد وأهلها، وإلى الأخبار التي تترامى إلى مسامعنا يوماً بعد يوم، والتي تدل على أن هناك من يريد بهذه البلاد شراً.
وقد استمعت إلى مقابلة مع رجل ذي مكانه في إحدى الإذاعات، وهو يُسأل عن وضع المرأة في هذه البلاد، فقال للأمريكان الذين يقابلون معه: إنه يجب عليكم أن لا تقيسوا وضع المرأة في هذه البلاد مع وضع المرأة في أمريكا؛ فوضعها في أمريكا لم تحصل على حقوقها إلا بعدما ناضلت (200) سنة، وحصلت على حق التصويت بعد (120) سنة، فلا تقيسوها بالمرأة في بلادكم -أي أن المرأة في بلادنا متخلفة هكذا معنى كلامه- فلا تقاس بوضع المرأة في أمريكا التي حصلت على حقوقها، وكأن المعنى: انتظروا فعامل الزمن سوف يجعل المرأة هنا تكون كالمرأة في تلك البلاد.
ثم قال كلاماً آخر لا أود أن أقوله، يتحدث عن الدعوة إلى المدنية، وأننا نريد المدنية للناس، ومعروف ماذا يقصد بالمدنية، لكن لا نريد أن نفرضها على الناس بالقوة، والمقابلة مسجلة عندي.
أمر ثالث أنبه إليه، وهو ما أشار إليه الأخ، وهي قضية التفاخر بالأحساب فهذا من أمر الجاهلية، كما قال عليه الصلاة والسلام: {أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الطعن في الأنساب، والفخر بالأحساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت} فلا ينبغي الفخر بالأحساب، قال صلى الله عليه وسلم: {كلكم لآدم وآدم من تراب} .
الناس من جهة التمثال أكفاء أبوهم آدم والأم حواء فإن يكن لهم في أصلهم نسب يفاخرون به فالطين والماء ولذلك لا فضل لأبيض على أسود، ولا لعربي على أعجمي، ولا لقبيلي -كما يقولون- على خضيري، أو شعوبي، أو أو إلى آخره إلا بالتقوى والعمل الصالح.
فالناس كلهم سواسية، ولا بأس أن يتزوج هذا من هذه، أو هذه من هذا، والكفاءة لا تتعلق بذلك.