Q قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: {إنك لأحب البلاد إلي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت} .
فالدعاة إلى الوطنية، وإلى حب الأرض والتراب، قد يستغلون هذا الحديث لإقناع الناس بصحة ما يدعون إليه من حب الوطن والدفاع عن الوطن، دون ذكر للدين، فما قولكم؟
صلى الله عليه وسلم في الواقع، أما دعاة الوطنية فإننا نحثو في وجوههم التراب، ونقول لهم: خلوا خيوط العنكبوت لمن هم كالذباب تتطايروا عمياً وطني كبير لا حدود له كالشمس تملأ هذه الدنيا في إندونيسيا فوق إيران في الهند في روسيا وتركيا إذاً بلاد الإسلام واسعة، والمسلم لا يشده إلى الوطن أنه ولد فيه، وأظلته سماؤه، وأقلته أرضه، ولا تراب الوطن، ولا خضرة الوطن، ولا زيتون الوطن، ولا شيء من ذلك، ولا هذه الصحراء العفراء كما يقولون، كلا! وإنما يشده للوطن أنه بلد الإسلام، فأي بلد يحكم بالإسلام وهو وطن الإسلام ندافع عنه دفاعاً عن الإسلام.
ولذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أحب مكة؛ لأنها بلد الكعبة، ولأنها البلد الذي يحبه الله عزوجل، فليس حبه لها لأنها مكة التي ولد فيها، كلا! وإنما لأن الله تعالى يحبها، وهكذا المؤمن يحب ما يحبه الله تعالى من البقاع والأشخاص والأعمال والأقوال والأسماء وغير ذلك، ويبغض ما يبغضه الله تعالى، أما دعاة الوطنية فاحثوا في وجوههم التراب.