ميزة رابعة: وهي من طريف ما ذكره بعض العلماء، خاصة من يسمونهم بعلماء الفسيولوجيا، يقولون: إن هذه الجزيرة بحكم وجودها في المنطقة المتوسطة بين الشرق والغرب، فإن هواءها وجوها معتدل نسبياً، ولذلك فإن الإنسان الذي يعيش فيها يستطيع أن يتكيف مع الأجواء الأخرى شديدة البرودة مثلاً، بخلاف الناس الذين يعيشون في الأجواء الباردة، كالمناطق القطبية مثلاً، والبلاد الأمريكية؛ فإنهم لا يستطيعون أن يتكيفوا مع جو هذه الجزيرة.
ولذلك إذا جاءوا إليها، سرعان ما تتأثر وجوههم وسحناتهم وأشكالهم، ثم ينتقل التأثير بعد ذلك إلى أجهزة أجسامهم، وتتأثر بذلك تأثراً كبيراً.
وهذه ميزة؛ أن هذه الجزيرة هي لأهلها، لأهل هذه البلاد، لأهل الإسلام، أما أهل الإسلام فيستطيعون أن يغزوا بلاد الدنيا كلها، فهم يذهبون إلى كل البلاد فيستطيعون أن يعيشوا فيها، لينشروا فيها دين الله عز وجل، وينشروا فيها القرآن، وينشروا فيها أحاديث الرسول عليه والصلاة والسلام، فهم يستطيعون أن يتكيفوا مع كل الأجواء ومع كل البلاد.