كيفية قراءة النبي صلى الله عليه وسلم

Q حبذا لو ذكرتَ: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقرأ؟ وكيف كان يرتل؟ ويقف على المعنى، إلى غير ذلك؟

صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم كان جبريل يعارضه بالقرآن، في كل سنة مرة، وفي العام الذي قُبِضَ فيه، عارضه بالقرآن مرتين؛ إيذاناً بدنو أجله، وهذا أصل في مشروعية ختم القرآن الكريم في شهر رمضان، وكان صلى الله عليه وسلم يرتل القرآن ترتيلاً كما أمره الله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل:4] [[وكان يقف على رءوس الآي]] أي: على نهايات الآيات -كما قالت أم سلمة: {وكانت قراءتُه مداً، {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة:1-3] يقف على رأس كل آية، ويمدها مداً} ولم يكن هو صلى الله عليه وسلم، ولا أحدٌ من أصحابه، يَهُذُّ القرآنَ هَذَّاً كهَذِّ الشِّعر، ولا ينثره كنثر الدقل، كما نهى عن ذلك الإمام المقرئ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، وهو من قراء الصحابة، ولا يكون هَمُّ الواحد منا نهاية السورة، أو نهاية الوجه، أو نهاية الجزء، أو نهاية المصحف؛ لأن القرآن إنما أُنْزِل ليُعتَبر به، ولتُتَدَبَّر آياتُه، وليُوقَف عند معانيه، ولتُحَرَّك به القلوب، ولأن يختم الإنسانُ القرآنَ مرة واحدة في رمضان بترتيل وتمعن، ويقف عند المعاني، ويسأل عما أشكل، ويعرض قلبه على القرآن الكريم، ويحاول أن يخشِّع قلبه وصوته بالقرآن أفضل من أن يهُذَّ القرآن، ويختم مرات ومرات، دون أن يخرج من ذلك بطائل.

فكم قارئ للقرآن ما وقف عند حدوده، ولا ائتمر بأوامره، ولا انتهى عن زواجره، وهذا لا يكاد يستفيد من قراءته عملياً، وإن كان لا شك أن قراءة القرآن خير، وتحريك اللسان بذكر الله تعالى خير، وهو مأجور على كل حال، ولأن يقرأ القرآن ولو بغير تأمل، أفضل من أن يسكت، ولأن يسكت أفضل من أن يتكلم بكلام الفحش والسوء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015