خامساً: إن من المهم إحياء روح الأممية في العالم الإسلامي، ما زلت أتذكر عام (1981) م حينما ضربت إسرائيل المفاعل النووي العراقي، وأن كثيراً من الناس من الإسلاميين ومن غير الإسلاميين ربما شعروا بنوعٍ من الراحة والبهجة والاغتباط، وقالوا: هذا السلاح ربما كان خطراً على هذا البلد الإسلامي أو ذاك، وليس خطراً على إسرائيل، ولهذا كان هناك اغتباطٌ بتدميره وسقوطه.
وهانحن نشهد اليوم أن تلك الضربة ربما كانت تمهيداً لما نراه الآن من القضاء على أصل النظام في العراق، ولا أعني النظام الحاكم، لكن النظام الذي يضبط حياة الناس ويمنعهم من الفوضى، ويحفظ لهم حقوقهم ومصالحهم.
إن ذلك الاغتباط الذي عشناه يوماً من الأيام، أو عاشه البعض بضرب المفاعل النووي العراقي، أو الذي عاشه آخرون بهزيمة الجيوش العربية -مثلاً- أمام دولة إسرائيل؛ لأنهم يقولون: هذه جيوشٌ لدول لو انتصرت لظلت على ما هي عليه، إن هذا ربما يعبر عن قدرٍ من عدم الشعور بالأخوة الأممية الإيمانية بين العالم الإسلامي، والتي توجب أن يحزن المسلم لكل ما يصيب أخاه المسلم، حتى لو وجد خلاف بينك وبينه، أو كان له أجندة خاصة، أو نظام خاص؛ فإن روح الإسلام ينبغي أن تكون أقوى من الفواصل بين المسلمين الفواصل بين الدول بين الشعوب بين الجماعات بين الأحزاب ما دام الإسلام هو المرجع الأساسي لها.