السؤال يقول: يرغب السامعون في معرفة آخر تطورات الجهاد في أفغانستان وما هي حقيقة الخلاف الذي تثيره وسائل الإعلام؟
صلى الله عليه وسلم أولاً: وسائل الإعلام إذا أثارت الخلاف، فهي تذكر بعض الحقيقة، ولكنها تتعمد تضخيم هذه الحقيقة لحاجة في نفسها، فالصحيفة التي تتمنى أن تقوم حرب أهلية في أفغانستان، تجد أنها تكتب بالخط العريض: الحرب الأهلية تدق طبولها في أفغانستان، لأن هذا ما يتمنون، قال تعالى: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [آل عمران:118] فالخلاف قائم ولا شك، بل منذ أن قام الجهاد والخلاف قائم وموجود، ولكن الواقع أن الأمور الآن - في اعتقادي تسير نحو صورة قد تكون أفضل مما يتوقع الكثيرون، صحيح أنها ليست الصورة التي نتمناها.
وفي أوضاع الجهاد سلبيات ربما تحدثت عن بعضها فيما مضى، ولا داعي للحديث عنها الآن.
ولكن من آخر الأخبار التي وصلتني هذا اليومك أن الجناحين الذين بينهما اختلاف، الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار، وجناح أحمد شاه مسعود، أن هناك لقاءً بينهما، وأن هناك اتفاقاً على أن تكون هناك قوات محايدة يقودها جلال الدين حقاني، وهو من جناح يونس خالص، تقوم بحراسة كابول وحمايتها، وتحول بين الطرفين، وأن هذا الاتفاق يمكن أن يحظى بالقبول من الطرفين، وربما يكون كل من الطرفين يشعر بالحاجة إلى الوحدة، وإلى عدم نزف الدماء، وأن وجود خلاف بين المجاهدين قد يكون سبباً في تدخل أطراف خارجية، هذا آخر الأخبار وهو خبر -إن شاء الله- مشجع.
الأمر الذي أحزنني كثيراً، وأحزن المسلمين أيضاً، هو وجود مجددي على رأس وسدة الحكم هناك، ولا أدري كيف تسلل هذا الرجل؟! مع أنه يرأس حزب من أصغر الأحزاب، ومع أنه رجل صوفي، وغير مرضي في مسلكه ولا في اعتقاده، ولكن إنا لله وإنا إليه راجعون.
ومما يؤسفني أن هذا الرجل وضع شهرين، ولكنه يقول: إن الشعب الأفغاني يحبني وأنا لا يكفيني شهران، بل أحب أن أحكم سنتين أو أطول من ذلك، ولكنني أقول: ينبغي أن يقول المسلمون كلمتهم، وأن يضغطوا على المجاهدين في منع هذا الرجل من مثل هذه الأشياء وإيقافه عند حده.