السؤال يقول: نرجو حث الإخوان على التبرع لإخوانهم في جمهورية البوسنة والهرسك، الذين يتعرضون للذبح والتعذيب والاضطهاد من الصرب الصليبيين؟
صلى الله عليه وسلم تحدثنا البارحة في أمسية أو ندوة بعنوان: مشاهدات من يوغسلافيا، عن مشاهدات مؤسفة، ومؤذية جداً، عما يلقاه المسلمون هناك من مصائب ونكبات على أيدي الصرب النصارى، الذين يذبحونهم ذبح الخراف، وهناك أشياء يندى لها الجبين لا يتسع المجال لها، لذلك أحيلكم على الشريط الذي ذكرت وعلى غيره، وأدعو الإخوان إلى أن يبذلوا لله تعالى ويساعدوا إخوانهم بما تجود به نفوسهم.
بل يجب أن يكون هناك بذل حقيقي وصادق لهؤلاء الإخوة؛ لأنهم الآن يدافعون عن أنفسهم، وقد ترى منهم شاباً شجاعاً جلداً قوياً تنهمر الدموع من عينه، لأنه يقول: لا أملك السلاح الذي أدافع به عن نفسي، وهو شجاع، ولو طلبت منه أن يهد معسكرات فيها (300) ألف إنسان لفعل.
ولا يوجد من الحليب الذي يتغذى به أطفالهم إلا نحو خمسين أو أربعين كرتوناً مثلاً.
من لهؤلاء المسلمين؟! من للجياع وللأراملة وللأطفال وللنساء؟! من للشباب الشجعان الذين يقولون: نريد السلاح؟! أنت لهم يا أخي، وهم يستغيثون بالله ثم بك، ولا يجوز لك أن تخذلهم، والله العظيم إن خذلتهم فسيخذلك الله عز وجل في موقف تحب فيه نصرتك، فأدعوكم ثم أدعوكم إلى أن تسارعوا بالبذل لإخوانكم.
ولا نسامح واحداً منكم -يستطيع- أن يخرج من هذا المسجد إلا ويبذل ما يسر الله تعالى له، من لم يجد المال فليتبرع بما يستطيع، حتى لو أن تتخلى عن ساعتك التي في يدك في سبيل الله عز وجل، قال تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً} [المزمل:20] ومن لم يجد اليوم، فمن الممكن أن يأتي في الغد أو بعد الغد بما يستطيع، وندعو النساء، وندعو الإخوة إلى أن يوجهوا هذه الدعوة -أيضاً- إلى كل الناس، وينقلوا لهم هذا الكلام، ويرسلوا إليهم بعض الأشرطة التي تتكلم عن هذا الموضوع، يجب أن تكونوا كلكم رسلاً لدعوة الناس إلى التبرع لإخواننا المسلمين في يوغسلافيا.