Q هل تنصح بالذهاب إلى مكة للعوائل، وما حكم ذهابهم بالخادمة الكافرة؟
صلى الله عليه وسلم لا أنصح بذلك بالنسبة للعوائل، اللهم إلا أن يكون معهم من يحفظهم، ويضبط أمورهم، ويقضي حاجاتهم، ويتابعهم جيداً، فإن أوضاع البلد الحرام في هذا الشهر لا تخفى على الكثيرين من اختلاط الشباب والفتيات، وكثرتهم في الحرم، وخارج الحرم، وفي الأسواق، والأزقة، بل وفي الشقق والعمائر والفنادق وغيرها، وقد اطلعنا واطلع غيرنا من ذلك على أشياء كثيرة، توجب على أولياء الأمور الذين يكون عندهم شباب مراهقون أو بنات مراهقات ألا يذهبوا بهم، اللهم إلا أن يكون الذهابُ ليومٍ واحد يقضون فيه العمرة، ويحققون فيه الفضيلة الواردة في صحيح البخاري: {عمرة في رمضان تعدل حجةً} ثم يعودون، أما كونهم يقضون الشهر كله، أو العشر الأواخر هناك، ويترك الأب الحبل على الغارب لأولاده، ولا يدري أين ذهبوا، ولا أين جاءوا، ويكون هناك تسوق في الشوارع وذهاب وإياب، ولقاءات، وأعداد كبيرة عند الهواتف واتصالات، ورسائل متبادلة، وأمور كثيرة، فإن هذا لا شك ربما يكون الأمر فيه خلاف ما ذهب الإنسان إليه، ويكون كمن بنى قصراً وهدم مصراً، وكذلك بعض الشباب، وقد أعجبني بعضهم ممن نظر الأوضاع فلم يطق صبراً فعاد؛ لأنه وجد هناك بعض المغريات والفتن.
من اللائي لم يحججنَ يبغينَ حسبةً ولكن ليقتلن البريء المغفلا أما الذهاب بالخادمة الكافرة فلا يجوز، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة:28] .
يؤسفني أن أحد الإخوة يقول: إن قريبةً له رأت امرأة في الحرم، لما أقيمت الصلاة، قالت للخادمة: قومي فاخرجي، فقامت الخادمة وخرجت، قالت لها: لماذا؟ قالت: لأنها كافرة، أريد أن تخرج حتى تقضى الصلاة! لم يكتفوا بإدخالها مكة، بل أدخلوها إلى المسجد الحرام، وهؤلاء ارتكبوا عدة ذنوب: أولاً: استقدام امرأة بدون محرم.
ثانياً: إدخال الكافرة إلى جزيرة العرب.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: {أخرجوا المشركين من جزيرة العرب} {لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب} {لا يجتمع في جزيرة العرب دينان} .
ثالثاً: أنهم أدخلوها مكة، والله تعالى يقول: {فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَام} [التوبة:28] ومكة كلها حرم.
رابعاً: أنهم أدخلوها إلى المسجد نفسه.
وهذه الأشياء كلها مما نهى الله تعالى عنه.