مواضع السواك

وكذلك يستحب للإنسان أن يستاك في مواضع أخرى، فإن المواضع التي يشرع للصائم وللإنسان أن يستاك فيها ستة مواضع:- الموضع الأول: عند الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم: {عند كل صلاة} .

الموضع الثاني: عند الوضوء لقوله عليه الصلاة والسلام: {عند كل وضوء} .

الموضع الثالث: عند قراءة القرآن، وقد جاء في هذا أحاديث عن علي وغيره رضي الله عنه: {إن أفواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك} وهذه الأحاديث لا يخلو شيء منها من مقال، ففيها ضعف.

الموضع الرابع: عند دخول المنزل، لما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: [[أنها سئلت بأي شيء يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك]] .

الموضع الخامس: عند تغير رائحة الفم، لقوله صلى الله عليه وسلم كما في سنن النسائي وغيره بسند صحيح: [[السواك مطهرة للفم مرضاة للرب]] ففي قوله مطهرة للفم دليل على أن السواك يشرع لتطهير الفم وتنظيفه.

الموضع السادس: هو عند الاستيقاظ من النوم، لحديث حذيفة المتفق عليه {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من النوم يشوص فاه بالسواك} إذن ينبغي للإنسان أن يستاك في هذه المواضع الستة سواء أكان صائما أم كان غير صائم.

أما ما يظنه بعضهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: {لخلوف فم الصائم أطيب عند الله -تعالى- من ريح المسك} وأنه يعارض ذلك أن يستاك الإنسان، فهذا ليس بجيد: أولاً: لأن الخلوف هو من المعدة، وهو رائحة تنبعث من المعدة بسبب خلوها من الطعام؛ وليس من الفم، إذا فالسواك لا يزيل الخلوف ولا مدخل له فيه.

ثانياً: أن كثيراً من العلماء قالوا: إن هذه الرائحة هي عند الله تعالى، {لخلوف فم الصائم عند الله تعالى} بل جاء في بعض الأحاديث {يوم القيامة} .

إذاً لا تعلق لذلك بأمور الحياة الدنيا، والسواك لا يضر ذلك؛ بل هو يزيد رائحة الفم عند الله تعالى طيباً إلى طيب، فإن السواك أيضا هو مما يرضي الله عز وجل، وهو مما أمر الله -تعالى- به على لسان رسوله صلى الله عليه الصلاة والسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015