Q يقول إنني شاب ملتزم وأعمل في إحدى الدوائر العسكرية، ومُلزم بالعمل بالسوق التجاري، ويحصل لي مضايقات وفتن داخل السوق من ناحية النساء، وطلبت من مرجعي أن ينقلني لعمل غير السوق، فرفض ذلك عدة مرات فما الحل؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً!
صلى الله عليه وسلم أولاً لا شك أن هذه بادرة طيبة من الأخ أن يشعر بالخطر على دينه فيعمل على التخلص من هذه الفتنة بكل وسيلة، ثم أقول: إن كان الأخ يعمل عملاً يتعلق بحماية المجتمع من الانحراف الأخلاقي، وهو يستطيع أن يُجاهد نفسه في هذا السبيل، ويتقي شر هذه الفتن، فأنصحه بالبقاء فيما هو فيه، ومقاومة هذه المفاسد والمغريات، كما لو كان يعمل -مثلاً- في محاربة الاعتداء أو التعرض للنساء أو ما أشبه ذلك، فإن وجوده وهو ذو خلق ودين وغَيرة أفضل من وجود غيره ممن لا يمتلك الأمر نفسه.
أما إن كان الأمر غير ذلك؛ فإن عليه أن يعمل ما وسعه على التخلص من هذا الأمر، فإذا وصل الحد إلى أنه لا يستطيع أن يخرج من هذا الميدان، ولا بد أن يعمل في نفس المكان، فحينئذٍ عليه أن يقارن: إن كان الخطر الذي يهدده خطراً قائماً فعلاً بحيث إنه يحس أنه قريب من الجريمة، وقد يقع فيها، فأنصحه بأن يترك هذا الأمر حتى ولو استدعى الأمر أن ينتقل من وظيفته إلى وظيفة أخرى مشابهة، فإن كان يستطيع أن يجاهد نفسه، جاهد نفسه وصبر ودعا الله عز وجل حتى يجعل الله له مما هو فيه فرجاً ومخرجاً.
وجزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.