زعزعة الثقة بالعقيدة الإسلامية

الضرر الأول: زعزعة ثقة الشاب في عقيدته، فإنه حين يرى مجتمعاً مُتفسخاً يتمتع بألوان اللذائذ المادية، يبدأ الشاب يفكر جدياً في مصداقية تلك القيود التي تمنعه من مشاركة هؤلاء القوم فيما هم فيه، وحينئذ يبدأ الشاب يفكر بعاطفته لا بعقله، إن الشاب الذي يعيش في مجتمع محافظ إلى حد ما، ويمنعه واقعه في هذا المجتمع، وما تلقاه من توجيهات وإرشادات يمنعه من ممارسة كثير من الانحرافات الأخلاقية، يرى عبر الشاشة ما يخالف ذلك، فحينئذ يدرك أنه قد ضحى (أو هكذا يتصور له) أنه قد ضحى بشيء كبير ومهم بالنسبة له؛ من أجل التمسك بهذه القيم والأخلاق.

فيبدأ يفكر هل فعلاً هذه القيم والأخلاق حقيقية، وتستحق أن يضحي من أجلها بشهواته وغرائزه وعواطفه؟ وهذا قد يقود الشاب إلى مهاوي الشكوك والوساوس والتردد.

وبذلك قد توجد لنا مثل هذه المشاهدات أنواعاً من الشباب، فقد تُوجد لنا شاباً ملحداً لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر! وما أسهل أن تفترس الشيوعية مثل هذا الشاب! لذلك نجد فعلاً أن الشيوعيين يستخدمون الإثارة والفساد الخلقي كمصيدة يقتنصون من خلالها الشباب في كثير من البلاد، وذلك أن الشاب إذا وقع في مهاوي الرذيلة سهُل اقتناصه، فإن لم يصل الشاب إلى أن يكون شيوعياً ملحداً، فقد يتحول إلى إنسان متردد في دينه، إن فعل ما يفعل من الأوامر الدينية، فصلى أو صام أو حج، فإنه يفعل ذلك بنفسية المتردد الذي يقول كما كان أبو العلاء المعري يقول: قال المنجمُ والطبيبُ كِلاهُما لا يُبعثُ الثقلان، قُلتُ: إليكُمَا إن صَحَّ قولُكما فلستُ بخاسرٍ أو صَحَّ قولي فالخسار عليكُما فربُما يفعل ما يفعل، لا بروح المؤمن الذي ينتظر الجزاء من الله عز وجل لكن بروح الإنسان الذي نشأ على أشياء، وتربى عليها، وصعُب عليه أن يتخلص منها، وهو يقول: يمكن أن يكون الأمر صحيحاً! وبناءً على ذلك قد يُمارس بعض هذه الأشياء أو يؤديها بهذه الروح الخاوية.

وعلى كل حال فهو سيواجه الدين والشريعة بتبلد إحساس وموت ضمير، وكأنه رأى الناس يفعلون شيئاً ففعل مثل فعلهم.

هذه سلبيةٌُ كبيرة، وقد يترتب على هذه السلبية سلبية أخرى، وهي أن الإنسان يفقد الغَيرة على الدين، الغيرة على العرض، الغيرة على الأخلاق، لكثرة مشاهدة ما يخالف ذلك وينافيه، وكيف لا يحدث ذلك؟! والشاب يعيش مُعظم وقته مُسمَّر العينين في مثل هذه المشاهد المنحرفة، التي تُخاطب الإنسان بأحط ما فيه؟ تخاطب غرائزه في الأعم الأغلب منها، وكيف لا يحصُل ذلك ومعظم هذه الأفلام قد جاءتنا من بلاد العالم الآخر، العالم الإباحي، من هوليود وغيرها من مراكز صناعة وتوزيع ونشر هذه الأفلام، التي يُعشش فيها اليهود ويبيضون هناك ويفرخون، وبناءً عليه لا نستغرب حين نسمع قول القائل: اليهود وراء كل جريمة!، وإن كان في هذا القول من المبالغة ما فيه.

كيف لا يفقد الشاب الغيرة على الدين، والغيرة على العرض، والغيرة على الخلق، وقد أصبح يعيش مُعظم وقته مع أولئك الإفرنج الذين عُرفوا منذ القرون القديمة، بأنهم شعوبٌ إباحية؟! ولعلكم تسمعون كثيراً من الأمهات في مجتمعاتنا، إذا دعت على طفلها، خاصةً إذا حدث منه عدم التزام بما يعودونه عليه من الأمور التي يريدونه أن يعتادها فيما يتعلق بالتبول، فكثيراً ما تدعو الأم على طفلها بالإفرنج! وما الإفرنج إلا مرض الزُهري، الذي ينتشر عند الإفرنج بسبب الإباحية الجنسية المتفشية عندهم منذ زمنٍ بعيد.

وقد أصبح هذا الأمر خبراً، بعد أن تروع العالم على واقع الأخبار والإحصائيات التي تتحدث عن غول العصر! وهو "الهربس" و"الإيدز" مرض فقدان المناعة، الذي أصبحت ضحاياه تُعد بالملايين في كثير من تلك البلاد، وأصبح خطراً داهماً يهدد تلك المجتمعات.

أقول: كيف لا يفقد الشاب غيرته على دينه وعرضه وأخلاقه، وهو يقضي معظم وقته في مشاهدة أفلامٍ ومسلسلات صادرة عن تلك المجتمعات؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015