التعامل مع الوالد قاطع الرحم

السؤال يقول: والدي -هداه الله تعالى- لا يصلي مع الجماعة إلا في الجمعة، ويشرب الدخان، وهو قاطع لرحمه، ويجافي أقرباءه وأرحامه لأتفه الأسباب، بل حتى بلا أسباب، ويشتمهم ويسبهم عند أولادهم وهم براء مما يقول، ولا يكلمنا نحن أولاده ويجافينا، ولا نسمع منه الكلمة الحسنة، ولا يريد منا أن نصل أقاربنا الأقربين؛ لأنه لا يريدهم، فهل يجوز لي أن أطيعه وأقاطعهم، مع العلم أنني لا أستطيع أن أناصحه، ولا يستطيع أحد غيري أن يناصحه؛ لأنه لا يقبل المشورة ولا النصيحة.

فما رأيكم أرشدونا، فإني في ضيق من ذلك أنا وأهلي جميعاً، وليس الشكاية للإخبار بالحال، والشكاية إلى الله تعالى، مع العلم بأن والدتنا تأمرنا بصلة الأقارب؟

صلى الله عليه وسلم لا.

عليك أن تصل أقاربك ورحمك وتحسن إلى جيرانك، وكذلك والدك عليك أن تحسن إليه، وتبر به، وتحسن صحبته ما دام بين أظهركم، وتدعو الله تعالى له بالهداية، وتخدمه بقدر ما تستطيع، ولا تيأس منه أبداً، ربما الكلمة التي كتب لوالدك أن يهتدي بها لم يسمعها إلى الآن، وقد يكون قدر أن تخرج من فمك أنت بالذات فلا تيأس أبداً، إنَّ الله تعالى يرد الحياة إلى الأجساد الميتة قال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [الحديد:17] .

فتكلم معه، وذكره بالله، وإذا رأيت أنه قد أغلظ لك في القول، أو رد كلامك، فادعُ له بالخير، واستغفر له، ولا تغلظ له بالقول، واصبر عليه حتى وقت آخر تجد نفسيته هادئةً ومستعدة للتقبل ونفسيته سليمة فتخاطبه آنذاك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015