ولا زالت سنة الله تعالى ماضية، فنحن نجد ونشاهد آثار قرى ثمود، وكيف أهلكهم الله تعالى، وبقيت معالمهم ومصانعهم عبرة حتى نهى النبي صلى الله عليه وسلم غشيانها وإتيانها أصحابه، إلا أن يكونوا باكين معتبرين، يعرفون ما هذه السنة التي جرت على هؤلاء فيتجنبونها.
كذلك نجد أن الله تعالى برحمته يبقي آثار بعض الكافرين والفاسقين والمعاندين يعتبر بها من بعدهم، فنحن نرى -مثلاً- آثار بعض البراكين، وبعض الزلازل، وبعض الأمور التي حصلت لأمم سابقة، ونجد آثار الفساد الذي ارتكبوه، وقد ذكر عدد من المؤلفين مدينة في إيطاليا، اسمها فيزوف، فقالوا: إن هذه المدينة أصابها بركان عظيم ضربها زلزال دمر أولها وآخرها، وبقيت الآثار التي تدل على سبب هذه العقوبة، بقيت الرسومات والصور، صور العرايا من النساء المومسات البغايا موجودة ماثلة ما مسها شيء، تقول للناس: ما أصاب هذه المدنية، إنما هو بسبب ما ارتكبوه من الفواحش والإثم والبغي والعدوان، ومخالفة أمر الله عز وجل ويقول تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [يونس:101] فيبين الله تعالى أو يأمر الناس، بأن يذهبوا ويتأملوا ما جرى للأمم، وما في الأرض حتى يعتبروا ويعرفوا هذه السنن، والنواميس التي تحكم الحياة بإذن ربها.