السؤال يقول: إن الدين الإسلامي لا شك جاء لنصرة الضعيف؛ فأنا شاب من إحدى المناطق الشمالية في هذا البلد، ونحن هناك مقصرون في الدعوة، وهناك بعض القرى البعيدة عندهم الجهل العجيب، وفي هذه المدينة المباركة طلبة علم فيهم خيرٌ كثير، فحبذا لو نظمت زيارات متكررة مما ينشط الشباب في الدعوة، ومما يستوجب ذلك كثرة محلات الفيديو هناك والتسجيلات الغنائية بشكل عجيب، وهذا لا يخفى عليكم وجزاكم الله خيراً؟
صلى الله عليه وسلم ما ذكرته صحيح في مناطق الشمال، وفي مناطق أخرى كثيرة يوجد جهل كثير، حتى إنك قد تستغرب أنه قد يوجد في هذا البلد أحياناً من يقصر في كثير من الأمور، وربما يجهل الصلاة، بل منهم من يجهل أركان الإسلام وأركان الإيمان، ومنهم من لا يعرف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في بعض المناطق النائية وبعض الهجر البعيدة.
وعلى طلبة العلم واجب كبير، وعلى الجهات المختصة أيضاً واجب أكبر، فإن الله تعالى إنما أقام السلطان والحكم من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر الدين، وسياسة الدنيا به.
فواجب على الجميع حكاماً ومحكومين أن يقوموا بواجبهم، وعلى طلبة العلم خاصة؛ لأنهم هم الأذن التي تسمع، فعليهم أن يقوموا بدورهم في هذا الباب، ولعله يكون إن شاء الله في الإجازة الصيفية تنظيم بعض الدروس والمحاضرات المتسلسلة في مناطق الشمال وما حولها بإذن الله تعالى.
كما إني آمل من الإخوة في الشمال أن يكثروا من الإلحاح على المشايخ وطلبة العلم، وبالذات على المشايخ الكبار كالشيخ عبد العزيز بن باز -حفظه الله- مثلاً، أن يبعث إليهم بعض الطلبة، وكذلك الشيخ محمد بن صالح العثيمين هنا أن يبعث إليهم بعض الطلبة، وبعض الإخوان ويكلم بعض الدعاة أن يذهبوا إلى هناك فإن كلمتهم لدى طلبة العلم مسموعة وطلبهم لا يرد.