Q ما هي الوسائل التي تقوي المحبة بين المتحابين في الله؟
صلى الله عليه وسلم الوسائل كثيرة, منها تمثيل مقتضيات المحبة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر في الحديث الصحيح الذي ذكرته, ثلاث مقتضيات: أولاً: التزاور في الله.
ثانياً: التجالس في الله.
ثالثاً: التباذل في الله.
فزر أخاك زيارة في الله, واجلس معه جلسة لله, وابذل له ما تستطيع في سبيل الله, وهو أيضاً مخاطب بنفس الكلام, عليه أن يزورك في الله ويجالسك في الله, ويبذل لك ما يستطيع في سبيل الله, فإذا وجد هذا وجدت هذه المقتضيات الظاهرة، وتحققت المعاني القلبية للأخوة, والمقتضيات الظاهرة أوسع من ذلك, لأني ذكرت حقوقاً كثيرة، فثق أن كل عمل ظاهر تقدمه لأخيك؛ يزيدك في قلبه منزلة, صحيح أن هناك من الناس من يتحابون على رغم أنه ليس بينهم أي علاقة -كما أشرت- أيضاً ربما تحب إنسانا ًوأنت لم تره من قبل, لكن هذه حالات, إنما الوضع الطبيعي أنك كلما تحسن إلى الإنسان؛ تتقرب إليه وتترسخ مودتك في قلبه, والشاعر يقول: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ نحن لا نريد استعباد القلوب لغير الله، لكن المقصود أن الإحسان يقربك إلى قلب أخيك, على أخيك أن يحسن إليك وعليك أن تحسن إلى أخيك, كما أن هناك وجهاً آخر لهذه المسألة، وهو أن على الإنسان أن يتجنب كل ما يعكر صفو العلاقة, قد تجد أن أخاك يكره نوعاً ما من المزاح, فلا تثقل عليه فيه, ويكره شيئاً معيناً فلا تضايقه فيه, ولو على سبيل المزاح.