من آداب الصداقة

كما أن لهذه الصداقة آداب أذكر منها -على سبيل المثال- أدباً أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو إخبار من تحب بأنك تحبه, فقد روى أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح, عن المقدام بن معد يكرب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: {إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه} , وفي حديث آخر عند أبي داود عن أنس بسند صحيح أيضاً: {إن الرجل يقول: إني أحبك في الله, فيقول الآخر: أحبك الله كما أحببتني فيه} هذه هي الصيغة التي يرد بها على من قال له: إني أحبك في الله, أن يقول له: أحبك الله كما أحببتني فيه, وقد ورد في أحاديث أخرى صيغ مقاربة لهذه الصيغة.

كما أن من آداب الأخوة والصحبة: الاعتدال في الزيارة, فالزيارة كالطعام إن كثر الطعام أصيب الإنسان بالتخمة, وإن قل أصيب الإنسان بالجوع, فكثرة الزيارة تضر وقلتها تضر, وينبغي أن تكون بين وبين, أما ما مقدار الزيارة؟ فمن الأمثلة المشهورة، أن العرب يقولون: "زر غباً تزدد حباً" يعني يوماً بعد يوم, لكن هذا ليس فيه توقيف أن الزيارة فعلاً تكون يوماً بعد يوم, بل هذا يتفاوت بحسب حال المتحابين والمتزاورين في الله, فقد يكون الأنسب بالنسبة لبعضهم أن يبعدوا أكثر من ذلك، والأنسب في حال الآخرين أن يزيدوا على ذلك, فالأمر يتفاوت ولا ينضبط, بل يختلف بحسب حال المتزاورين وما تؤدي إليه الزيارة من تقارب أو تباعد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015