Q بعض الناس يعصي الله تبارك وتعالى فإذا قيل له اتق الله، قال: إن أمة محمد على خير ولهذه الأمة خصائص، منها شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم، فيعمل أعمالاً توجب دخول النار اعتماداً على عفو الله، وأنه من أمة محمد عليه الصلاة والسلام، فنرجو إصدار نصيحة لمثل هؤلاء؟
صلى الله عليه وسلم هؤلاء كما قال الله عز وجل عن بني إسرائيل: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ} [الأعراف:169] ويقول الله عز وجل معاتباً لهؤلاء: {أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ} [الأعراف:169] فالاعتماد على عفو الله فقط ليس مسلكاً صحيحاً؛ لأن عفو الله إنما ينال بسبب وهو عملك الصالح، ولذلك يقول الله عز وجل: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف:156] لكن لمن؟ {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ} [الأعراف:156-157] إلى آخر الآيات.
فرحمة الله إنما تُنال بسبب أعمال الإنسان الصالحة، ورحمة الله هي السبب لدخول الإنسان الجنة، فبرحمة الله أدخلهم الجنة، وإنما استحقوا رحمته بأعمالهم الصالحة، أما الإنسان الذي يعتمد على هذا فقط فهو كمن يقرأ: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ} [الماعون:4] ويسكت، يقول الله عز وجل: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر:49-50] ولذلك لا يأتي في القرآن موضع تذكر فيه الجنة إلا ويذكر فيها النار، وتذكر فيه الرحمة إلا ولا يأتي موضع تذكر فيه العذاب، حتى يكون قلب المؤمن بين الخوف والرجاء.