ثم تضع كف يدك اليمنى على ظهر كف يدك اليسرى على وسط الصدر، لا على أسفل ولا على أعلاه، وهذه الهيئة ثبتت من رواية وائل بن حجر في صحيح البخاري حيث قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى في الصلاة) وزيادة: (على صدره) في صحيح ابن خزيمة على شرط مسلم والبخاري، فهي زيادة صحيحة، فتضع يدك اليمنى على اليسرى على صدرك، لا على قلبك ولا تحت بطنك ولا تسبلها، وهذه هي التي تليق بموقف العبد، ولا تبالغ أو تغلُ كما يصنع بعض الشباب فتضعها على نحرك؛ لأن الزيادة على الشيء غلو، والغلو ممنوع في الدين، فالله يقول: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء:171] والحديث الذي في الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام فيه: (إياكم والغلو! فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو) فلا تغلُ، إنما خذ الدين ببساطته، خذه بسهولته وبيسره؛ لأن الله عز وجل يسر لنا هذا الدين، وشرع لنا ديناً سهلاً رفع علينا منه الحرج والمشقة والغلو والتعقيدات.
فخذ الدين ببساطته، ولا تقعد توسوس وتلعب بك الأفكار، حتى إن بعض الناس في الصلاة تجده كأنه يمارس حركه رياضية، ما هذا التشنج؟ ولماذا هذه الحركة الرياضية؟ يا أخي! صلِّ صلاة واضحة هادئة.